إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2011-09-16

في الإرهابِ التّربويّ


فِي الإرهابِ 'التّربويّ'
   عندما تَصيرُ الْمؤسَّسةُ التَّربويَّةُ وَكرًا لِارْتكابِ الْجريمةِ الْمُنظَّمةِ ولِتدريبِ النّاشئةِ على الْبراعةِ فيها، عندما تَصيرُ الْقوانينُ التَّربويَّةُ بِساطا مُهْترِئًا يدُوسهُ الْعابِرون في زمانٍ عابرٍ غابرٍ فاجرٍ، عندما تَصيرُ عقدةُ النُّفوذِ هي الْمُحرِّكَ لِدواليبِ الْعمليّةِ التّربويّةِ ومُولِّدَ الطَّاقةِ لَها، عندما يَصيرُ الْموظّفُ الْحديثُ الْعهدِ باِلْمَسؤوليّةِ الْمَهووسُ بِالسُّلطةِ الطّارِئَةِ الْمُفاجِئَةِ إِلَهًا تَخِرُّ له الْجبابرُ ساجِدينَ مُسبِّحين، عندما يَستبدُّ بالْمَسؤولِ التّربويِّ جُنونُ التّشريفِ فَيلهُو لَهْوَ الصِّبيَانِ بِأُصولِ التّكليفِ، عندما يَصيرُ الْفسادُ الْمِهنِيُّ سُلّما يُرتَقَى كما يَرتقِي الْغافِلون درجاتِ الْعلمِ والْمعرفةِ، عندما يَصيرُ الالتزامُ بالرِّسالةِ التّربويّةِ وَصمةَ عَارٍ وشَنَارٍ و لَعنةً تُمسِكُ بِتلابِيبِكُم إلى يومِ يُبعَثُون وتُوؤَدُون، عندما تُسَلُّ علَى رِقابِكم سيوفُ الْإرهابِ الْإداريِّ الّتِي لا يَعلُوها الصّدأُ ولا تَفْتُرُ هِمّتُها الهُمامُ...
   عندما تَغنَمُون كلَّ هذا النّعيمِ أَبشِرُوا بأنَّكمْ خارِجون مِن ظُلمةِ النّفقِ إلى آخرِ الرَّمقِ. شُدُّوا أحزِمَةَ الرَّحيلِ إلى الْعَدمِ. تَوشَّحُوا بِأنقَى أكفانِكمْ تَحسُّبا لِلرَّفسِ أوِ النَّسفِ أوِ الْخَسفِ. ثُمّ ردِّدُوا معي هذا النّشيدَ الْمُخَمّسَ إنْ فِيكُم بقيّةُ رُوحٍ وفُتاتُ صَوتٍ:
   أين مِنْ عَيْنَيّ ضيوفُ 'أبو غريب' الْمُكرّمونْ؟
   أين مِنْ كَفَّيّ ذبائحُ 'تُورا بُورا' الْمُحلَّلونْ؟
   أين مِنْ إرهابِنا الْإداريِّ الْمصُونْ
   أمراءُ الْحربِ الْمؤمِنونَ والْكافرونْ؟
  إنّا لِلّه وإنّا... إليهِ راجعونْ!         
فوزيّـة الشّـطّي
تونس: 2010.05.14
   

      
 

ليست هناك تعليقات: