إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2011-11-29

عِندما يسخرُ كارل ماركس مِن الصّحافةِ البريطانيّة، ترجمةٌ عن الفرنسيّة.


لندن، في 4 سبتمبر 1857
»عِندما يسخرُ كارل ماركس مِن الصّحافةِ البريطانيّة«
«Quand Karl Marx raillait la presse britannique»
[نُشِر في جريدة 'الشّعبُ' التّونسيّة: عدد 945: 24 نوفمبر 2007]
ترجمةُ: فوزيّـة الشّـطّي
لندن، في 4 سبتمبر 1857
إنّ أعمالَ العنفِ الّتي ارتكبها 'الجنودُ الهنود: Les cipayes'(1) المتمرِّدون هي في الحقيقةِ مروِّعةٌ وشنيعةٌ ومتعذِّرٌ وصفُها. فهي مِن قبيل ما لا يمكِن توقُّعُ حدوثِه إلاّ في حروبِ العصيانِ وحروبِ القوميّات وحروبِ الأجناس وحروبِ الأديان خاصّة. هي، باختصار، مِن قبيلِ تلك الأعمال الّتي تعوّدتْ إنجلترا الموقَّرةُ أن تُصفِّقَ لها عندما كان يقترفها 'الفُونْدان: Les Vendéens'(2) ضدَّ 'الزّرقِ: Les Bleus'(3) أوِ العصاباتُ الإسبانيّةُ ضدَّ الكفّار الفرنسيّين أو الصّربُ ضدَّ جيرانهم الألمان والـمَجريّين أو الكرواتُ ضدَّ مُتمرِّدي فيينّا أو الحرسُ المتنقِّلُ لِـ 'كافَايْناك: Cavaignac'(4) أو لِـ 'دِيسامْبريزور [أو: الدّيسَمبريّون]: Les décembriseurs' 'بونابارت: Bonaparte'(5) ضدَّ أبناء فرنسا العُمّاليّة (البروليتاريّة) وبناتها. ومهما كان تصرُّفُ الجنود الهنود شائِنا فما هو إلاّ انعكاسٌ مكثَّفٌ لسِيرة إنجلترا في الهند، لا أثناءَ فترة تأسيسِها إمبراطوريّتَها الشّرقيّة فحسْبُ، بل حتّى أثناءَ السّنوات العشْر الأخيرة مِن هيمنتِها الطّويلة. وكي نصِفَ هذه الهيمنةَ حسبُنا أن نقولَ إنّ التّعذيبَ كان يُمثِّل مبدأً رئيسا مِن مبادئ سياستِها الضّريبيّة. وفي التّاريخ الإنسانيّ ما يُشبه الجزاءَ. وكونُ وسائلِ الجزاء التّاريخيّ لم يصنعْها الْمُهانُون بل الْمُهِينُون إنّما هو قاعدةٌ مِن قواعد هذا الجزاء.
لقد جاءتِ الضّرباتُ الأولى الّتي وُجِّهتْ إلى الْمَلَكيّة الفرنسيّة مِن النُّبلاء لا مِن الفلاّحين. والثّورةُ الهنديّة لم يبدأها 'الرّيُوت: Les ryot'(6) [المزارِعون] الّذين عذّبَهم البريطانيّون ودنّسُوا شرفَهم وسلبوهم. وإنّما بدأها الجنودُ الهنود الّذين كساهم البريطانيّون وأطعمُوهم واعتنوْا بهم وأتخمُوهم وغمرُوهم بعطفهم. وكي نجد نظائرَ لأعمالِ الجنود الهنود الوحشيّةِ لسنا بحاجة إلى أن نعودَ، كما تدّعي بعضُ جرائد 'لندن' إلى العصور الوُسطى ولا حتّى إلى ما هو أبعدُ مِن تاريخ إنجلترا المعاصرة. لا نحتاجُ إلاّ إلى دراسة 'الحرب الصّينيّة الأولى'(7) الّتي تُعتبَر حديثةَ العهد إنْ صحّ القولُ. لقد ارتكبَ آنذاك الجنودُ الإنجليز غيرُ النّظاميِّين فظائعَ لا لشيءٍ إلاّ للمتعةِ. أهواؤُهم تلك ما كان يُبرِّرها التّعصُّبُ الدّينيّ ولا كان يُهيِّجها الحقدُ على جنسٍ [بشريّ] غازٍ وفارِضٍ نفسَه بالقوّة. ولا كانت تستفزُّها المقاومةُ الشّديدة لعدوٍّ بطلٍ. ولم تكنِ النّساءُ المغتَصَبات والأطفالُ المطعونون والقُرى المحروقةُ سوى نزواتٍ وحشيّة لم يسجِّلْها 'كبارُ الموظّفين الصّينيّين: Les mandarins'(8)، بل الجنودُ البريطانيّون أنفسُهم.
في تحليل هذه الكارثة الرّاهنة سيكون مِن الخطأ الفادح أيضا أن نفترضَ أنّ القسوةَ كلَّها هي مِن قِبل الجنودِ الهنود و»أنّ حليبَ الحنانِ الإنسانيّ جميعَه يسيلُ مِن لَدُنِ الإنجليز«(9). فرسائلُ الجنودِ البريطانيّين تنضحُ بالحقدِ. وقد قدّم أحدُهم، وهو يكتبُ مِن 'بيشاور:Peshawar ' [تتبعُ باكستان حاليّا]، وصْفا لتجريدِ الفيلق العاشر مِن الخيّالة غيرِ النّظاميّين مِن سلاحه بعد أن حُلَّ لأنّه لم يُهاجِم المجموعةَ الخامسةَ والخمسين مِن المشاةُ الأهالي عندما تلقّى الأمرَ بفعل ذلك. ويبتهجُ وهو يروي أنّ الرّجالَ لم يُجرَّدوا مِن سلاحهم فحسْبُ، إنّما سُلِبوا سُتراتِهم وأحذيتَهم العسكريّة وأنّه بعد أن مُنِح كلُّ فردٍ منهم اثنَيْ عشرَ بنْسا(10) اُقتِيدُوا إلى ضفّة 'الهندوس: Indus'(11) وأُركِبوا سُفنا ثمّ أُلقِيَ بهم في جُرفِ النّهر حيث حَظِي كلٌّ منهم، كما يتوقّعُ باعثُ هذه الرّسالة مُلتذّا، بالغرقِ في سيولِ الماء السّريعة. وأعلمَنا آخرُ بأنّ بعضَ سكّان 'بِيشاور' أثاروا الذّعرَ ليلا إذْ فجَّروا مُفرقَعاتٍ ناريّةً مِن البارود بواسطة مَدفعٍ احتفالا بعرسٍ [وهي عادةٌ وطنيّة]. فكان أن صُفِّد فاعِلُو هذه الحادثة في صباح الغد و»جُلِدوا جَلدا لنْ يَنسوْه بسهولةٍ«. وعندما أُخبِر 'السِّير جون لاورنس: Sir John Lawrence'(12) مِن 'بِندي: Pindi'(13) بأنّ ثلاثةَ زعماء مِن الأهالي كانوا يتآمرون، بَعث رسالةً آمِرا  فيها أن يَحضُر جاسوسٌ الاجتماعاتِ. وعلى أساسِ تقرير الجاسوس بعث 'السِّير لاورنس' رسالةً ثانية تقول: »اُشنقُوهم«. وشُنِق الزّعماءُ.
كَتب موظّفٌ في الخدمات المدَنيّة مِن 'الله أباد: Allahabad'(14) يقول: »إنّ لنا الحقَّ في أنْ نُحيِيَ ونُـميتَ. ونؤكّدُ لكمْ أنّنا لا نرحمُ أحدا«. ومِن نفس المدينة كتب آخرُ: »لا يَـمرّ يومٌ دون أنْ نشنُقَ مِنهم ما بينَ العشرةِ والخمسةَ عشرَ (مِن غير المحاربين) «. وكتب جنديٌّ مُنتشِيا: »'هُولماس: Holmes' يشنقُهم بمعدَّل اثنَيْ عشرَ، أيْ 'بالجملةِ'«. وقال آخرُ مُشِيرا إلى شنقِ جمعٍ غفير مِن الأهالي بلا محاكمةٍ: »جاء وقتَها دَورُنا لنتسَلّى«. وكتب ثالثٌ: »إنّنا نُقيمُ مَـحاكمَنا العسكريّةَ ونحن على ظهورِ أحْصنتنا. وكلُّ زنجيٍّ نلقَاه في طريقِنا نشنقُه أو نزرعُ رصاصةً في جسَدِه«. وأُعلِمنا مِن 'بيناراس: Bénarès'(15) أنّ ثلاثين 'زامندار: Zamindar' [هم جامِعُو الضّرائب] قد شُنِقوا لمجرّد الشّكِّ في تعاطفهم مع مواطنيهم وأنّ قرًى كاملة أُحرِقت كلِّيّا لنفسِ السّبب. وقال جنديٌّ مِن 'بيناراس' نُشِرت رسالتُه في 'التّايمز: The Times' اللّندنيّةِ: »الجنودُ الأوروبيّون صَاروا شياطينَ بإزاءِ الأهَالي«.
يجب ألاّ ننسَى أنّ ممارساتِ الإنجليز القاسيةَ قد رُوِيتْ باعتبارها بطولاتٍ عسكريّةً وسُرِدتْ باختزالٍ وبساطة دون التّوقُّف عند التّفاصيلِ المثيرةِ للاشمئزاز، في حين أنّ أعمالَ الأهالي العنيفةَ مهما تكنْ مُفزِعةً قد بُولِغَ فيها عمدا. فعمّنْ صدر مثلا التّقريرُ المفصَّلُ المتعلِّقُ بالأعمال الوحشيّة المتواصلة في 'دِلْـهي: Delhi' وفي 'مِيرُوت: Meerut' والّذي ظهر أوّلا في 'التّايمز' ثمّ تناقلتْه الصّحافةُ اللّندنيّة؟ صدر عن قسّيسٍ رِعْدِيدٍ يُقيم في 'بَنقَلور: Bangalore'(16) مِن ولايةِ 'مِيزور: Mysore' [تُسمَّى اليومَ 'كارْناتاكا': Karnataka] أي على بُعدِ ألفِ مِيلٍ على خطٍّ مستقيم مِن مسرحِ الأحداث. وتُبيِّن التّقاريرُ الرّسـميّةُ الصّادرة مِن 'دِلْـهي' أنّ مُـخيّلةَ القسّيسِ الإنجليزيّ قادرةٌ على أن تبتكرَ أهوالا أسوأَ مِـمّا يبتكِره الخيالُ المتوحِّش لدى هندوسيّ متمرِّد. إنّ الأنوفَ والنّهودَ المقطوعةَ إلخ... أو باختصارٍ إنّ قطعَ الأعضاءِ الفظيعَ الّذي ارتكبه الجنودُ الهنودُ يجرح مشاعرَ الأوروبيّين أكثرَ مِـمّا يفعلُ قصفُ مساكن 'كانتُنْ: Canton'(17) بالقذائفِ الحارقةِ مِن قبل سكرتير 'جمعيّةِ مانشستر للسّلام: Association pour la paix de Manchester'، أو العربُ المشوِيّون في المغارة حيث كدّسهم ماريشالٌ فرنسيّ، أو الجنودُ البريطانيّون الّذين سُلِخوا أحياءً بسوطٍ ذي تسعِ شرائطَ تنفيذا لأمرِ محكمةٍ عسكريّة، أو أيُّ معاملةٍ إنسانيّة أخرى طُبِّقتْ في المستعمراتِ البريطانيّة الإصلاحيّة. إنّ للقسوة، كما لكلِّ شيء آخرَ، طرقُها الّتي تتغيّر بتغيُّر الزّمان والأمكنة. فالقيصرُ، ذاك المثقّفُ الكيِّسُ، يَروي بحُسنِ نيّةٍ كيف قُطِعت الأيدي اليُمنى لعدّةِ آلافٍ مِن المحاربين الغاليّين بأمرٍ مِنه. 'نابليون' كان سيخجل مِن فعلِ ذلك. إذْ كان يُفضِّل أن يُرسِلَ جيشَه الخاصَّ الّذي ارتاب في اعتناقِه المذهبَ الجمهوريَّ إلى 'سانت-دومينغ: Saint-Domingue'(18) حتّى يهلكَ على يدِ السُّود أو بالحمّى الصّفراء.
يُذكِّرنا قطعُ الأعضاءِ الشّائنُ الّذي ارتكبه الجنودُ الهنودُ بممارساتِ 'الإمبراطوريّة البيزنطيّة المسيحيّة'(19) أو بتعاليمِ القانون الجنائيّ الّذي سنّه الإمبراطورُ 'شارل الخامس: Charles '(20) أو بعقوباتِ الخيانة العظمَى في إنجلترا كما دوّنها القاضي 'بلاكستون: Blackstone'(21). حسْب الهندوس الّذين خَلقتْ ديانتُهم مهاراتٍ في فنّ تعذيب الذّات، تبدو الآلامُ المفروضةُ على أعداءٍ مِن جنسهم ومِن معتقداتهم طبيعيّةً تماما. ويجبُ أن تبدوَ كذلك أكثرَ بكثير في عيون الإنجليز الّذين كانوا منذ بضعِ سنوات فقط يُحقِّقون مكاسبَ مِن احتفالات 'جيجارْنو: Juggernaut'* بأنْ وفّروا الحمايةَ والعونَ للطّقوس الدّمويّة في ديانةٍ سِـمتُها القسوةُ.
إنّ الزّئيرَ المسعورَ الّذي تُطلقه »هذه 'التّايمز' السّفّاحةُ العجوزُ« كما يُسمّيها 'كُوبّات: Cobbett'** وإنّ أسلوبَها في تمثيلِ دور الثّائر في أوبرا لـ 'مُوزارت: Mozart'(22) وهو الدّورُ الّذي ينسجِم على أشجَى النّغمات مع فكرةِ أن يَشنقَ [الثّائرُ] عدوَّه ثمّ يشويَه ثمّ يُقطّعَه ثمّ يُـخَوْزِقَــه(23)  ثمّ يسلخَه حيّا - إنّ جنونَ الانتقام هذا كان سيبدو على قدْرٍ مِن الحمق لو لَم نكنْ نرى تحت البهرج المأساويّ خيوطَ الملهاةِ بجلاء. فـ 'التّايمز' تبالغ كثيرا لا بدافعِ الرُّعب فحسْب. إنّما هي توفِّر للملهاة موضوعا كان قد فاتَ 'مُوليير: Molière'(24): 'ترْتُوف: Tartuffe  الانتقامِ'(25). فما تسعَى إليه هو بكلّ بساطةٍ أن تُحقِّق دَعاوةً صاخِبةً لتنمِّيَ أموالَ الدّولة وأن تُغازل الحكومةَ. وبما أنّ 'دِلْـهي' لم تسقطْ بِهبّةِ ريحٍ على غِرار جدار 'أريحا: Jéricho'، فعلى الإمبراطوريّةِ البريطانيّة أن تظلَّ سَكْرَى بصرخات الانتقام كي نُنسيَها أنّ حكومتَها مسؤولةٌ عن الشّرِّ الحاصل وعن الأبعادِ الهائلة الّتي تُرِك له أن يتّخذها.
كتبه كارل ماركس (26) في 4 سبتمبر 1857
«Quand Karl Marx raillait la presse britannique»
ظهر هذا النّصُّ في 'نيو-يورك ديلي تريبون: New-York Daily Tribune'
في 16 سبتمبر 1857
*Juggernaut: كلمةٌ سنسكريتيّةُ الأصلِ تعني »ربَّ الكونِ« وتتطابق مع أحد أسماء الإله 'كريشنا: Krishna'.
**Cobbett: صحفيٌّ لاذعُ النّقدِ وسياسيٌّ بريطانيّ [1763-1835].
    الهوامش: [مِن إنجاز المترجِمة]:
(1) les cipayes: تسميةٌ أُطلقتْ قديما على الجنود الهنود 'للشّركة الإنقليزيّة للهند' ثمّ على 'الجيش الإنجليزيّ للهند'. أدّتْ ثورةُ الجنود الهنود [1857-1858] إلى القضاء على 'الشّركة الإنجليزيّة للهند'. وأعمالُ العنف الّتي يتناولها هذا المقالُ ارتُكبتْ أثناء تلك الثّورة.
(2) les Vendéens: هم القائمون بالثّورة المضادّة في مقاطعة 'Vendée' مِن فرنسا. دارت بينهم وبين الجمهوريّين حربٌ طاحِنة بينَ [1793-1796].
(3) les Bleus: اِسمٌ أطلقه 'الفُوندان' على جنودِ الجمهوريّة (الّذين كانوا يرتدون لباسا عسكريّا أزرق).
(4) Louis Eugène Cavaignac: [1802-1857] جنرالٌ وسياسيّ فرنسيّ مُنِحت له في جوان 1848 صلاحيّاتٌ استبداديّة لسحقِ الثّورة العمّاليّة المسلَّحة.
(5) في 2 ديسمبر 1851: نفّذ 'شارل لوي نابليون بونابارت:Charles Louis Napoléon Bonaparte ': في فرنسا انقلابا سياسيّا على الجمهوريّةِ الثّانية، وأعلن حلَّ الجمعيّة التّأسيسيّة (الّتي انتُخبتْ بُعيْد ثورة فيفري 1848). مَكّنه الاستفتاءُ الشّعبيّ العامّ الّذي أيّد الانقلابَ مِن أن يُقيم نظاما استبداديّا مركزيّا مهّد الطّريقَ لعودة الإمبراطوريّة. و'الدّيسمبريّون'، فيما فهمنا، هم مَن أيّدوا 'بونابارت' سياسيّا وخاصّة عسكريّا.
(6) Les ryot: لم نجدها في القواميسِ اللّغويّة ولا القواميس التّاريخيّة. لكنْ شرَحها النّصُّ الفرنسيّ بِـ (المزارِعون) أي الفلاّحون.
(7) 'الحربُ الصّينيّة الأولى': [1839-1842]: تُسمَّى 'حرب الأُفْيون'. وهي صراعٌ نشب بين بريطانيا العظمى والصّينِ الّتي كانت قد منعتْ توريدَ الأُفيون. اِحتلّ البريطانيّون 'شنغاي'، وفرضوا على الصّين 'معاهدةَ نانْكن: Nankin' 1842 الّتي بموجبها تخلّتْ لهم الصّينُ عن 'هونغ كونغ' وفتحتْ بعضَ الموانئِ الصّينيّة أمام التّجارة الأوروبيّة. والأفيون عُصارةٌ لَبَنِيّةٌ كثيفة تُستخرَج مِن الخشخاش.
(8) Les mandarins: تسميةٌ أطلقها الأوروبيّون على موظَّفي الإمبراطوريّةِ الصّينيّة الّذين كانوا يُختارون مِن بين المتعلّمين وحاملي الشّهائد العلميّة.
(9) ترجمنا ترجمةً حرفيّة التّعبيرَ المجازيّ التّالي:(tout le lait de la tendresse humaine coule du côté).
(10)   PenceأوPenny : قطعةٌ نقديّة صغيرة إنجليزيّة وإيرلنديّة تساوي إلى حدّ 1971 جزءا مِن اثنَيْ عشَرَ مِن 'الشِّلّن: Shilling' الواحد.
(11) Indus: نهرٌ ينبعُ مِن التِّبت ويصبُّ في بحر عمّان، يشقُّ كَشْمير وباكستان.
(12) Sir John Lawrence: [1811-1879]: هو نائبُ الملك بالهند [1863-1869]. اِشترك في قمع ثورة 1857.
(13) Pindi: لم نجدْ لها تعريفا. والمرجَّحُ أنّها مدينة هنديّة.
(14) Allahabad: مدينةٌ هنديّة تقع عند ملتقى نهريْ 'الغانج: Gange' و'يامُونَه: Yamuna'. وهما نهران مقدَّسان في الدّيانة الهنديّة.
(15) Vanarasi أو Bénarès: مدينةٌ في الهند تقعُ على نهر 'الغانج'. وهي إحدى المدنِ السّبع المقدَّسة عند الهندوس. وهي مقدَّسة أيضا عند البوذيّين لذكرى المواعظ الأولى الّتي ألقاها فيها 'بوذا'.
(16) Bangalore: هي عاصمةُ ولاية 'ميزور: Mysore' الّتي تُسمَّى حاليّا 'كارناتاكا: Karnataka'.
(17) Canton: مدينةٌ صينيّة. وهي عاصمةُ إقليم 'غوانغدونغ: Guangdong'. عُرِفت بكونها ميناءً مفتوحا للتّجارة مع العالم الخارجيّ.
(18) Saint-Domingue: جزيرةٌ مِن أرخبيل 'الأنتيل' الموجودِ في أمريكا الوسطى. اِحتلّتْ فرنسا قسمَها الغربيّ سنةَ 1697. تسكنها غالبيّةٌ سوداء. اِسمُها الحاليّ 'هايتي'.
(19) الإمبراطوريّةُ البيزنطيّةُ المسيحيّةُ: اِسمٌ يُطلق على 'الإمبراطوريّةِ الرّومانيّة الشّرقيّة'، عاصمتها 'القُسطنطينيّة' (إسطنبول حاليّا)، دامتْ بين [395-1453]، في القرن 6م شـمِلتْ الشّرق الأدنى مِن سوريا إلى مصر.
(20)Charles V : [1500-1558]: إمبراطورٌ ألمانيّ بين [1519-1556]. تُوفّي في ديْر بإسبانيا.
(21) Sir William Blackstone: [1723-1780]: رجلُ قانونٍ بريطانيّ. ساهم في تبسيط القانون الإنجليزيّ.
(22) Wolfgang Adameus Mozart: [1756-1791]: مؤلّفٌ موسيقيّ ألمانيّ وأحدُ عمالقة فنّ الأوبرا.
(23) الخَازُوقُ (مِنْ: خَوْزَقَ): اِسمُ آلةٍ مِن أشنعِ وسائل التّعذيب والإعدام. إذْ يتمّ اختراقُ جسدِ الضّحيّة بعصًا طويلةٍ وحادّة مِن الشَّرج وإخراجُها مِن الفم، أو العكس. ثمّ يُثبَّت الخازوقُ في الأرض، وتُترك الضّحيّةُ معلّقةً حتّى الموت. يتمّ إدخالُ الخازوق غالبا بطريقةٍ تمنع الموتَ الفوريَّ. بل يكون الخازوقُ نفسُه وسيلةً لمنع نزف الدّم بما يُطيل معاناةَ الضّحية لأطولِ فترة ممكنة تصل إلى عدّةِ ساعات. وإذا كان الجلاّد ماهراً فإنّها تدوم يوما كاملا. المرجّحُ أنّ الملكَ الفارسيّ 'داريوس' [550-487.ق.ب] كانَ أوّلَ مَن استعمل هذه الآلةَ العقابيّة. 
(24) Jean-Baptiste Poquelin Molière: [1622-1673]: كاتبٌ مسرحيّ فرنسيّ.
(25) Tartouffe: اِسمُ شخصيّةٍ في مسرحيّةٍ تحمل ذاك الاسمَ عنوانا. ألّفها 'موليير' سنةَ 1664. وقد صارتْ تلك الشّخصيّةُ المسرحيّة رمزا للرّياء والتّقوى الزّائفة.
(26)Karl Marx : [1818-1883]: فيلسوفٌ وسياسيّ وعالِمُ اقتصادٍ ألمانيّ. ألّف 'البيانُ الشّيوعيُّ' بالتّعاون مع 'أنغلز'. وأسّس 'الأمميّة الأولى'. له 'رأسُ المالِ' الّذي يُعتبَر دستورَ الماركسيّة والنّظام الشّيوعيّ. وهو صاحبُ فلسفة 'المادّيّة التّاريخيّة: Le matérialisme historique'.
                     لوموند دوبلوماتيك: أوت 2007، السّنة (54)، العدد (641)                                   Le Monde Diplomatique, août 2007, 54 ͤ année, 641  
ترجمةُ: فوزيّة الشّطّي




هناك تعليقان (2):

Faouzia Chatti فوزيّة الشّطّي يقول...

ترجمتُ هذا المقالَ الظّريف تحيّةً إلى روح "كارل ماركس" الّذي عاش مناضلا شرسا من أجل العمّال و مات وحيدا فقيرا يشيّعه إلى مثواه الأخير بضعُ أصدقاء.

Faouzia Chatti فوزيّة الشّطّي يقول...

نُشر في موقع "أكاديميا" بنسخة ب.د.ف:
https://www.academia.edu/43534751/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84_%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7_%D9%8A%D8%B3%D8%AE%D8%B1_%D9%83%D8%A7%D8%B1%D9%84_%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%B3_%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%91%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%91%D8%A9_