إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2012-01-31

مؤامرة راشدة جدّا


مؤامرةٌ راشِدةٌ جِدَّا

 الحكومةُ الشّرعيّةُ وجَدتِ الحلَّ السّحريّ لكلّ القضايا في بلادنا. إنّها نظريّة المؤامرة. الاحتجاجاتُ والاعتصامات الفرديّةُ منها كما الشّعبيّةُ مَشبوهةٌ كلّها، مُخوّنٌ حامِيها، مُهدَرةٌ دِماءُ مُرتكِبيها. أمّا عدوُّ البلاد الأوحدُ فهو جماعةُ «الصّفر فاصل» اللاّوطنيّةُ «السّافرة». أولئك الّذين عجِزوا عن اكتساحِ ما يُسمّى تجوّزا "المجلسَ الوطنيّ التّأسيسيّ" صاروا فجأة قادرين على تحريكِ الشّعب في كلّ جهاتِ البلاد التّونسيّة، حتّى كأنّهم سَلبوا العقلَ الجمْعيّ واستوطنوا النّفوسَ الّتي حسِبْناها بحيازةِ الحزب الشّرعيّ الحاكم رَهْنا إلى قِيامِ السّاعة. بِذا لَمْ تَحِد الحكومةُ «المؤقَّتةُ» عن نهجِ سابقتِها «الانتقاليّة»، بل شحنتِ الاتّهامَ بمفاهيم أنتجها الظّرفُ الرّاهِن من قبيل «الانقلاب عن الشّرعيّة» و«تركِيع الحكومة» و«التّدمير الممنهَج للاقتصاد الوطنِيّ»...
    هو ذا الضّحكُ على الذّقون، هي ذي سذاجةُ من لم يُحسِن ترويضَ نفسِه على سلطةٍ سياسيّة يُصافحها للمرّة الأولى بيدٍ مرتعشة لهفةً ومستأسِدةٍ نقمةً تخْبِط خبْطَ عشْواء في عتْمةِ السّجون أو تَرَفِ المنافي. التّعويلُ على المؤامرةِ المحلّـيّة، ارتباكُ السّياسة الخارجيّة، زلاّتُ اللّسان الرّسميّ، إدمانُ دورِ الضّحيّة مُعارِضا وحاكِما على السّواءِ، سياسةُ إرهاب الدّولة عبْر "رابطات الحماية"... مؤشّراتٌ تجعل الرّأيَ العامّ المواطَنِيّ مشغولَ البالِ فعْلا على مستقبلِ البلاد في قادمِ الأيّام.
فوزيّـة الشّـطّي
تونس: جانفي 2012

هناك تعليق واحد:

Faouzia Chatti فوزيّة الشّطّي يقول...

إهداء خاصّ جدّااااا إلى حكومة الرّشّ الّتي لم تنجحْ في أمر كما نجحتْ في المناورة، ولعلّها لن تنجحَ في ما سواها مهما سفكتْ من دماء...