إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2012-01-27

صلاة باطلة


صلاةٌ باطِـلة
   أنا أيضا سأدلِي بدلْوِي في مجالِ الفتوَى. فأجزِم بأنّ صلاةَ الجنازة الّتي أدّاها صقورُ "الإمبراطوريّة الأمريكيّة المتوحّدة" على «أسامة بن لادن» باطلةٌ قلْبا و قالِبا. إمّا لأنّ زعيمَ القاعدةِ لم يُقتل أصلا، أو لأنّه اختارَ العودةَ سرّا إلى حضانةِ "البيت الأبيض" الّتي منها انطلق يُحارِب بالنّيابةِ والتّوكيل، أو لأنّه كان في عِداد الأموات قبْل زمنٍ طويل من الإعلانِ عن الانتصارِ "المارينْزِيّ" الزّائف، أو لأنّ الصّقورَ الكواسرَ هم الأوْلَى بشتّى صلواتِ الجنازة... القتلُ ثمّ الصّلاةُ ثمّ الدّفن في الماءِ أو في التّرابِ طقوسٌ سياسيّة لا تعدُو أن تكون مسْرحا ردِيئا جدّا قد تزْدرِدُه ذائقةُ الشّعبِ الأمريكيّ السّاذج. أمّا نحن فقد «تمرّسْنا بالآفاتِ» على حدِّ عبارة أبي الطّيّب المتنبّي. لكنْ دون أن ندعها تقول «أماتَ الموتُ أم ذُعرَ الذّعرُ؟». فالموتُ لنا بالمرصادِ، و الذّعرُ فِينا ساكِنٌ. السّيّدُ «أسامة بن لادن» وليدُ هذا العصرِ الأمريكيّ الشّاذِّ سياسيّا وأخلاقيّا. زعامتُه تكاد تكونُ من قبِيل الحتميّاتِ لما يسُودُنا من عجزٍ عمَليّ و فراغٍ فكريّ و اكتئابٍ جماعيّ. لا يُعقل إذنْ أن نُحمِّله كلَّ أوزارنا. هو من صُلبنا بالطّبيعة و من صُلبهم بالتّبنّي.
فوزيّـة الشّـطّي
تونس: 2011.06.09

ليست هناك تعليقات: