إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2012-04-04

5 أكتوبر... بأيّة حال عدتَ، يا عيدُ؟


                                                                                     
5 أكتوبر: بأيّة حال عدتَ يا عيد؟
[نُشر في جريدة الموقف أواخر نوفمبر 2011 فيما أذكر]
  
لو لم أكنْ عصيّةَ الدّمع لغرقتُ في دموعي يوم حلّ الخامسُ من الشّهر العاشر. حلّ شاحبَ الوجه هزيلَ الجثّة ثقيلَ الوطأة. حلّ ينكأ جراحا لا تكادُ تندمل ويعِد المحتضَرين بالبُرء العاجل. فيصفّق له جناحُه ويُخفَض ذلاّ لا رحمةً. حلّ شاهدا لم يرَ من تفاصيل المهزلة المأساة شيئا.
   يا خامس الأيّام من أكتوبر، حللتَ ولنّفوذُ النّقابيّ" ما انفكّ حليفا كؤودا للسّلطة الإداريّة وعينا ودودا للسّلطة البيداغوجيّة. حللتَ والتّلميذُ الّذي هو بلا شكّ "محور العمليّة التّربويّة" ليس إلاّ أداة لتعذيب مدرِّسه والنّيل منه والكيْد له. حللتَ والمسؤولُ التّربويّ يعيَّن حسْب الولاء وحده لا شريك له. لستُ أعني الولاء للوطن، فهذا حلم بعيد المنال، ولا حتّى الولاءَ للحزب الحاكم، فهذا أمر غيرُ مطروح للنّقاش. إنّما أعني الولاءَ للفساد المهنيّ بأصوله وفروعه. حللتَ والمدرِّس يُهان في إدارته الجهويّة ويُطرد منها شرَّ طردة على عيون الملإ. حللتَ وصاحبُنا كلّما صُفع خدّه الأيمن أدار الخدّ الأيسر طلقَ المحيّا شاكرا ممتنّا. فإن لم يفِيا بالغرض رَكع خاشعا للجَلد والرّجْم والصَّلب. حللتَ والغربةُ في المهنة وفي الوطن أمرُّ من غربة "الحارقين" إلى حُرقة الأمل أو العدم.
   يا خامسَ الأيّام من أكتوبر، لا تطرقْ بابنا. ولا تُعرّجْ على ديارنا. فلا مكانَ لك بيننا. أنت هنا غريب كغربة صالح في ثمود. ونحن بغربتك هذه نشقى شقاء تُرى له أعلامٌ.
فوزيّة الشّطّي
تونس: 2010.10.15

ليست هناك تعليقات: