إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2017-06-12

حُكوماتٌ محكومةٌ شرقا وغربا


حُكوماتٌ مَحكومةٌ شرْقا وغرْبا

[نُشر في جريدة 'صوتُ الشّعب'، العدد: 280، بتاريخ: 15 جوان 2017]
ساد خبرٌ يقولُ: إنّ الحكومةَ التّونسيّةَ تتجسّسُ على مُواطنِيها لصالح 'وكالةِ الاستخبارات الأمريكيّة' (CIA) بأمرٍ علِيٍّ منها وبأجرٍ سخيّ لن يطأَ أرضَ الوطن. إنّما سيطيرُ بسلامٍ ليحُطَّ رحالَه في الأرصدة الآمنة الخارجة عن سلطة القانون الدّوليّ.
أنا واثقةٌ أنّ الخبرَ صحيحٌ. 
قبل 14 جانفي 2011 كنتُ أشعرُ بأزيز التّنصّت على مكالماتي الخارجيّة فحسب. فقد كان النّظامُ المستبدُّ وقتها يُطوّق المعلومات الّتي تؤكّد انتهاكاته حتّى لا تصلَ إلى وسائلِ الإعلام الخارجيّة الفاضِحة أو المنظّمات الحقوقيّة المزعِجة. أمّا بعد 'الحدث الثّوريّ' بأسابيعَ قليلةٍ فقد صار أزيزُ التّنصّت يطال جميعَ مكالماتي بلا استثناء. والواضحُ أنّ حكوماتِ العمالة الّتي استبدّتْ بالأمر بعد انسحاب حزب 'التّجمّع الدّستوريّ الدّيمقراطيّ' مُرغَما، قد وجدتْ مصدرا إضافيّا لجمع المالِ الحرام وتكديسه في الجنّات الضّرائبيّة الغربيّة. وما منزلةُ الشّريكِ غيرِ العضو في 'عصابات النّاتو' (منظّمة حلف شمال الأطلسيّ) إلاّ دليلٌ إضافيّ على هذا 'التّعاونِ' المخابراتيّ غيرِ السّياديّ وغيرِ الوطنيّ وغيرِ الاستراتيجيّ. هو فخٌّ لا يقعُ فيه سوى الأغبياء أو العملاء.
قدْ يكون هذا التّجسّسُ الحكوميُّ المدفوعُ الثّمنِ جزيلا، تعويضًا عن 'تأجيلِ' قيام قواعد عسكريّة أمريكيّة على منوال قاعدتيْ 'العديد' و'السّيلية' القطريّتيْن، في جنوب بلادنا بسبب انفضاحِ المشروع الاستعماريّ وتصاعدِ الرّفض الشّعبيّ العارم له وامتعاض جارتيْنا: الجزائر وليبيا. وقد يكون جزءا لا يتجزّأُ مِن 'القاعدة العسكريّة الأمريكيّة' للتّنصّت على الجزائر الـمُنَصَّبة، مبدئيّا، في مدينة 'الهوّاريّة' بالوطن القبليّ. [السّلطةُ ما تزال تنفي الخبرَ].
 لن تَتردّد حكوماتُ العمالةِ الرّسميّة (إخوان + نداء) في بيعنا بالجملةِ أو التّفصيل للإمبرياليّة الأمريكيّة الّتي تقودُها الآن 'المنظّمةُ الصّهيونيّةُ العالميّةُ' وتتحكّمُ بخيوطِها الرّئيسةِ. هذا لأنّ لها اليدَ العليا على 'المؤسّساتِ البنكيّة' المختصّةِ في تفليسِ الدّول ونهبِ ثروات الشّعوب و'الإمبراطوريّاتِ الإعلاميّة' المختصّةِ في تصنيعِ الغباءِ الجمْعيّ وفي التّضليلِ الإعلاميّ. وبهما تتحكّمُ في 'اللّعبة الدّيمقراطيّة الوهميّة'. فتُنْحِحُ، رغمَ أنفِ النّاخبِين، مُرشّحِيها الّذين سيَردّون لها الدّيْنَ مُضاعَفا والجميلَ جَزِيلا. فوزُ 'إيمانويل ماكرون' مُرشّحِ 'روتشيلد'[1] برئاسة فرنسا مثالٌ ساطع. فالمهمّةُ غيرُ المعلَنةِ لدى رؤساء القُوَى الغربيّة (الولايات المتّحدة الأمريكيّة، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا...) هي تأمينُ مصالحِ 'المنظّمةِ الماسونيّة-الصّهيونيّة' الّتي تُديرُ باقتدارٍ وكفاءة واستبدادٍ ناعِم[2] 'حكومةَ العالمِ الخفيّةَ' منذ الثّورة الفرنسيّة (1789) أو ربّما قبل ذلك بعدّةِ عقود.
 إنّ 'إسرائيل الكُبرَى' ما عادتْ حُلمَ غُلاةِ الحاخامات التّلموديّين[3]. إنّما هي اليومَ خُطّةُ سادةِ المال والأعمال وقادةِ المافيات العابرة للقارّات (خاصّةً منها: مافيات النّفطِ والغازِ وتجارةِ والأحجار الكريمة والأسلحة والاتّجارِ بالبشر وبالأعضاء البشريّة). والسّاسةُ في كلّ ذلك مجرّدُ أدواتِ تنفيذ أرخصَ مِن أُجراءِ القطاع الخاصّ ومن ضحايا العبوديّة المعاصرة عندنا. بلْ هم لا يتفوّقون من حيثُ الشّأنُ السّياسيُّ على نجوم السّينما والغناء والموسيقى الّذين تتصيّدُهم الآلةُ الإعلاميّةُ، وتُصنِّعهم تصنيعًا حِرفيّا، وتنفخُ في صُورِهم حتّى أسْطرتِهم. فإنْ مَشَوْا على الصّراطِ الماسونيّ-الصّهيونيّ المستقيمِ، دامت النّعمةُ. وإن أصابتْهم 'لوثةُ الوعي' وحاولُوا التّمرّدَ على الخطيئة، كانت التّصفيةُ الجسديّة أقربَ إليهم مِن ظلّهم. حسبُنا دليلا: اغتيالُ الفنّانيْن الأمريكيّين: 'مايكل جاكسون' [2009.06.25] و'برنس' [2016.04.21]، وكلاهما كان ينوي إدانةَ 'النّظام العالميّ الجديد' إدانةً علنيّةً على الرّكح، ثمّ تصفيةُ الفنّان الإنجليزيّ 'جورج مايكل' [2016.12.25] الدّاعمِ للقضيّة الفلسطينيّة والنّاقدِ اللاّذع لسياسة حكومتِه العميلة.
حذار، يا مُواطِني العالم... إنَّ الآتيَ ينذرُ بالجحيم.
فوزيّة الشّطّي
تونس: 2017.06.12



[1]  عائلةٌ يهوديّة ألمانيّة فاحشةُ الثّراء، تخصّصتْ في المجال البنكيّ والماليّ وفي تجارة الحروب، تُقرِضُ المؤسّسات والدّولَ، مَوّلتْ قيامَ 'الكيان الصّهيونيّ' في فلسطين، تُهيمِن على السّياسات الدّوليّة بفضل المالِ والدّهاء والعُملاء.
[2]  هو استبدادٌ ناعمٌ لكونه خفيّا عن أنظار عموم النّاس. لكنّه يتخلّى عن تلك 'النّعومة' ويخرجُ من الخفاء إلى العلَن ليصير استبدادا وحشيّا سافرا كلّما هُدِّدتْ مصالحُه تهديدا مباشرا. مثالُ ذلك محاكمةُ الفيلسوف والكاتب الفرنسيّ 'روجيه غارودي' [1913-2012] عامَ 1998 بسبب كتابه 'الأساطيرُ المؤسّسةُ لدولةِ إسرائيل'. وأدانتْه المحكمةُ الفرنسيّة بتهمة 'التّشكيك في محرقة اليهود'. صدرَ ضدّه الحكمُ بالسّجن لمدّة سنة مع إيقافِ التّنفيذ. أمّا العقوباتُ الأشدُّ قسوةً الّتي تعرّضَ لها فهي حملاتُ التّشويه الممنهَجة ومقاطعةُ وسائل الإعلام لشخصه ومنعُ تداول كتبه والاعتداءُ على مكتبته الخاصّة... كلُّ ذلك نبّه بعضَ الرّأي العامّ الفرنسيّ خاصّةً والغربيّ عامّةً إلى خطورة انتهاكِ حقّ التّعبير عن الرّأي والمسِّ من حرّيّةِ التّأليف والنّشر.
[3]  التّلمودُ: كتابٌ دينيّ يهوديّ أساسُه شفويّ. دُوّنتْ فيه تفسيراتُ الحاخامات للشّريعة المكتوبة في 'التّوراة'. يمثّل مجموعةَ التّقاليدِ اليهوديّة السّماعيّة الّتي تتعلّق بالعهد القديم. جُمِع كتابيّا في القرن الثّاني الميلاديّ [ق2م]. ثمّ أُضيفتْ إليه شروحٌ وزيادات. تميّز التّلمودُ بأمريْن: الغلوُّ في إدراج الأرقام والحوادث المتخيّلة والصّور المفارقة للعقل، ونزعةُ العنف والاحتقار ضدّ الأغيار 'الغُوييم'. مِن رُوح التّلمود خرجتْ 'بروتوكولاتُ حكماء صهيون'. وإليه تستندُ 'الإيديولوجيا الصّهيونيّةُ' الّتي خطّطتْ، وما تزال، لإقامة 'إسرائيل الكبرى' الدّولةِ الدّينيّة الدّاوديّة السّليمانيّة العاتية الّتي تحكم العالمَ بيدٍ من حديد. والماسونيّةُ، وريثةُ 'الكَبالا'، الحركة اليهوديّة الباطنيّة السّحريّة، هي في كلّ ذلك أداةُ تخفٍّ ومنهجُ عملٍ. (يُرجَى مراجعةُ: عجاج نويهض، بروتوكولات حكماء صهيون، دار طلاس للدّراسات والتّرجمة والنّشر، دمشق، ط9، 2005).