إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2017-10-01

كردستان العراق: اِستفتاءٌ باطلٌ

كردستان العراق: اِستفتاءٌ باطلٌ
إلى الرّافعين شعارَ 'الحقّ في تقرير المصير' دفاعا عن 'استقلال' كردستان العراق:
أوّلا: الأكرادُ وافدون على العراق وليسوا أبناءَ الأرض. فإن أرادُوا لهم 'وطنا مستقلاّ'، فلْيغادروا بلادَ الرّافديْن ولْيعُودوا مِن حيث أتَوْا. وإنْ أحبّوا الالتحامَ بالأرض الّتي احتضنتْهم، فلْيقبلوها كُلاّ موحّدا متجانسا اسمُه: العراق.
ثانيا: مَن يصدّق وهمَ 'الصّفاءِ العرقيّ' للأكراد (والحالُ أنّهم مزيجٌ مِن عديد الأعراق بما فيها العرب والتّرك)، فقد صدّق أيضا كذبةَ 'الصّفاء العرقيّ' لليهود، تلك الكذبةُ الّتي عليها أُقيم صرحُ أعتَى الفاشيّات المعاصرة: الصّهيونيّة.
ثالثا: هل مِن 'الحقّ' في شيءٍ مساندةُ دولةٍ طائفيّة عنصريّة العرقُ الكرديّ هو المحدّدُ الوحيدُ فيها لصفة 'مواطِن'؟
رابعا: الحديثُ عن 'المجازر' الّتي كان الأكرادُ ضحيّتَها (أشهرُها: الهجوم الكيميائيّ الّذي اُتّهمتْ باستعماله قوّاتُ الرّئيس العراقيّ الرّاحل 'صدّام حسين' ضدّ أكراد مدينة 'حَلبجة' عامَ 1991 ضربا للحركة الانفصاليّة الكرديّة المسلّحة) أشبهُ ما يكون بدعاية 'الهولوكوست' الّتي ساهمتْ بقدرٍ كبير في تأسيسِ كيان استعماريّ اغتصب الأرضَ (فلسطين) بالحديد والنّار وهجّر الشّعبَ الّذي استوطنَها مِنْ آلاف السّنين. ثمّ إنّ الصّمتَ على مجازر الأكراد ضدّ باقي الأقوام (منهم الآشوريّون عام 1915...) هو مِن فصيلةِ الصّمتِ على جرائم الصّهاينة ضدّ الإنسانيّة إمّا تواطؤًا أو تضليلا للرّأي العامّ أو تزويرا للتّاريخ. المشهدُ نفسُه يُستعادُ لكنْ بممثّلين محترِفين آخرين: القاتلُ يلعبُ دورَ الضّحيّة ليقتلَها مرّتيْن.
خامسا: ألا يكفي حضورُ فيلسوفُ الشّرِّ 'برنار هنري ليفي' داخلَ قاعات التّصويت بكردستان العراق واحتفالُ الكيان الصّهيونيّ بنتائج هذا الاستفتاءِ الخارجِ عن الدّستور والقانون العراقيّيْن حتّى يُدركَ القاصي والدّاني أنّ العمليّةَ استعماريّةٌ هدفُها تقسيمُ المقسَّم وتفتيتُ المفتَّت وأنّ 'مسعود برزاني' وصحبُه مجرّدُ عملاء يخونون الوطنَ العراقيّ بقدر ما يقدّمون 'رعاياهم' (مَن انطلتْ عليه خدعتُهم فهو مِنْ صنف الرّعيّة) قرابينَ رخيصة في مذابح 'المافيا الصّهيونيّة العالميّة' السّاعية قدُما إلى تنفيذ مشروع 'إسرائيل الكبرى' التّلموديّة؟
ملاحظة: كلّ التّضامن مع المثقّفين العراقيّين-الأكراد الّذين يناهضون هذا 'الاستفتاء' الإجراميّ ويناصرون وحدةَ الوطن العراقيّ ويكابدون مِن أجل ذلك شتّى أشكال الهرسلةَ.
فوزيّة الشّطّي
تونس: 2017.10.01


ليست هناك تعليقات: