إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2016-01-17

إلى الرّأي العامّ التّربويّ التّونسيّ: الفصلُ الثّالثُ: الاعتداءُ الممنهَجُ على الإطار التّربويّ.

تونس في: 13 جانفي 2016
تقــــــــــــرير في شأنِ وَلــــــــــــــــــيّ
إلى السّيّد المندوب الجهويّ للتّربية بتونس 1،
تحيّة تربويّة،
إنّي الـممضيةَ أسفله: أستاذة العربيّة "فوزيّة الشّطّي" الـمباشِرة بمعهد "قرطاج حنّبعل
أرفعُ إليكم هذا التّقريرَ في شأن وَلـيِّ (أبِ) التّلميذ (ä) المرسَّم بالقسم: "الثّانية تكنولوجيا الإعلاميّة" بمعهدي. أمّا الأسبابُ فهي ما يلي:
-  يومَ السّبت [2016.01.09] عند الثّامنة صباحا، بعد تحيّة العلَم مباشرة، وجدتُ الولـيَّ المذكور ينتظرني أمام إدارة المعهد. وكنتُ قد وجّهتُ إليه استدعاءً عن طريق الإدارة كيْ أُطلِعَه على سلوكِ ابنه الاستفزازيِّ العبثيّ المتمادِي في الاستِهتار بالدّرس وبـحُرمة القسم. وكنتُ درّستُ هذا التّلميذَ في السّنة الدّراسيّة الفارطة [1ث7]، ولم تُـجْدِ معه العقوباتُ التّأديبيّة نفْعًا.
قَدّمَ إليَّ القيّمُ السّيّدُ: (ä) الوليَّ المذكورَ، ثمّ انسحبَ تاركا إيّانا وحدَنا. وقد فُوجئتُ بأنّ الوليَّ لمْ يأتِ ليسمعَ شكْوايَ من ابنه وليُعينني على إصلاحِ ما يُـمكنُ إصلاحُه من سلوكِه ومن مستواه الدّراسيّ الهزيل في مادّة العربيّة. إنّـما جاءَ قصْدا ليُسْمِعنِـي: قائمةً جاهزةً من التُّهَمِ الباطِلةِ ومن التّهْديداتِ الـمُهِينة.
أثناءَ ذاك الاعتداء "اِخْتفَى" فجأةً جميعُ القيّمين والإداريّين والعمَلَة. وكان التّلاميذُ يَتوافدُون على المعهد ويدخلُ بعضُهم من بابِ الإدارة الممنوعِ عليهم: كان مكتبُ السّيّد المدير ما يزالُ مغلَقا بالمفتاح من الجِهتيْن (للمكتبِ بابَان حاولتُ فتْحَهُما)، وكان مكتبُ السّيّد المرشد التّربويّ مفتوحا على مصراعيْه لكنْ لا أحدَ فيه (دخلتُ بنفسي للتّثبّتِ)، ولم يكنْ في بَـهْوِ المعهد أو في مَـمرّ الإدارة أيُّ قيّم أو موظّف. اِستغلّ الوليُّ الغاضبُ هذا "الفراغَ الأمنيّ التّامّ" حتّى يعتديَ عليّ لفظيّا بأعلى صوتٍ لافِتا أنظارَ عديدِ التّلاميذ.
وأسردُ هنا أهمَّ ما جاءَ في الاعتداء:
1- اِدّعى هذا الوليُّ أنّه جاءني ثلاثَ مرّات سابقا، واتّهمني بأنّي رفضتُ مقابلتَه.
^ والحقيقةُ أنّي كنتُ دعوتُه مُنتصفَ الثّلاثيّ الأوّل لنفسِ الأسباب. وجاءني مرّةً وحيدة يومَ سبتٍ بعد الثّامنة صباحا بعشر دقائق على الأقلّ، وكنتُ وقتَها قد دخلتُ قاعتي وشرعتُ في إنجاز الدّرس مع قسم [2 اِق2]. ولـمّا أعْلمني القيّمُ السّيّدُ (ä) بمجيء الوليّ طالِبا منّي النّزولَ لمقابلته، ذكّرتُه بأنّه يـُحجَّرُ قانونا على الأستاذِ أنْ يغادرَ قاعةَ الدّرس لمقابلة أيٍّ كانَ. ثمّ إنّ الوليَّ قد جاءني خارجَ الوقت القانونيّ لمقابلة الأولياء [شخصيّا حدّدتُ موعديْن أسبوعيّا لِلقاء الأولياء: الجمعة في 11 صباحا + السّبت عند منتصف النّهار. وكلاهُما بعدَ إنهاء الدّروس كيْ تأخذَ المقابلةُ الوقتَ الّذي تستحقُّ]. اِتّفقتُ مع القيّم على اعتبار مقابلة الوليّ للطّرفِ الإداريّ كافيةً لِتجاوُزِ الإشكالِ ولِـمنْحِ التّلميذ بطاقةَ دخول. وهكذا كان: فقد حضرَ التّلميذُ حصّتِـي ما بين السّاعتيْن [10-12] صباحا من اليومِ نفسِه.
2-  اِتّهمني هذا الوليُّ بالقول حرفيّا: «إنْتِ مْقُورْدَهْ عَلَى وِلْدِي (أيْ: مُتربِّصة به قصْدا). وَالنَّاسْ إلْكُلْ شَاهْدِينْ عَلِيكْ: القَيّمْ العامْ والقَيّمِين والأسَاتذَهْ والتّلامْذَهْ. والله، ألاَّ مَا نِشْكِي بِيكْ، أَلاَّ مَا نْوَرِّيكْ قَدْرِكْ. كِي مَا تْـحِبِّشْ تْقَرِّيهْ مَاوْ حُطُّوا إلْتَالِي وَحْدُو... هَا تَوْ نِشْكِي بِيكْ عَلَى خَاطِرْ تِتْبَلَّى عَلَى وِلْدِي بِالْبَاطِلْ. آنَا أَمْنِـي، ونَعْرَفْ آشْ نَعْمَلْ. والنَّاسْ إلْكُلْ لَـهْنَا شَاهْدِينْ مْعَايَا».
^ سَيْلُ التُّهَمِ هذا يؤكِّدُ أنّ الولِيَّ قدْ "حَفِظَ" سَلَفا خطابا اتِّـهاميّا هُجوميّا تَـهديديّا. ثمّ جاءَ لِـهرْسَلتِـي رافِضا أن يَسمعَ وِجهةَ نظري أو يَعرفَ سببَ الاستدعاء. فلو كنتُ أتعمّدُ معاقبةَ ابنه، كما يَزعمُ، لَكنتُ أسْندتُ إليه عقوبةً تأديبيّة (الإنذار أو الرّفت أو الإحالة على مجلس التّربية) لا تُكلّفني جهدا ولا تضيّعُ لي وقتا ولَـما ألْـحَحتُ على مقابلةِ الوليّ الّتي صارتْ "محفوفةً بالأخطار" في وقْتنا هذا. ثمّ إنّ "الحلَّ" الّذي اقترحه الوليُّ (عزلُ التّلميذِ في آخر القاعة) ليس بيداغوجيّا ولا قانونيّا، والتّلميذُ المذكورُ لا يسكتُ ولا يكفُّ عن التّعليقات البذيئة ولا عن التّقليدِ السّاخر لصوْتي مهما كان موضعُه من القاعة.
3- عندما أدْركتُ أنّ الوليَّ جاء مُعْتدِيا لا مُلبِّيا للاستدعاء، قطعتُ المقابلةَ واِنْسحبتُ داخلَ بناء الإدارة. وظلّ الوليُّ يلاحقني. لَقِيتُ السّيّدَ الموظّفَ الإداريّ (ä) يخرجُ مِن مكتبه. فاحْتجَجتُ له على تركِي بِـمفردي مع وليٍّ هائجٍ مع أنّ مقابلةَ الأولياء تكون قانُونا في مكتبٍ وبحضورِ طرفٍ إداريّ ضمانا لسلامةِ الجميع. وحتّى بعد أنِ التحقَ بنا زميلٌ حاولَ تهدئةَ الوضع، لَـمْ يَكفَّ الوليُّ عن ترديدِ التُّهم السّالفة وعن التّهديدِ بجمْعِ "شهاداتِ" القيّمين والإداريّين والأساتذة الّتي تُؤكّد أنّي "أكِيدُ لابنِه البريء كيْدا مقصُودا". عندَها قلتُ للوليّ: «اِجْمعْ بسرعةٍ تلكَ "الشّهادات" كتابيّا قبل أنْ يتراجعَ أصحابُها عنْ مُساندتِكَ في مُقاضاتي». ثمّ التحقْتُ بقاعةِ الدّرس. وأُرجّحُ أنّه لولا وجودُ السّيّديْن: الزّميلِ والموظّف الإداريّ لَكان اعتداءُ الوليِّ على شخْصِي أعْنَفَ وأشْنعَ.
^ أستغربُ بشدّةٍ كيف تُترَك مؤسّسةٌ تربويّة شاسعةُ المساحة كثيفةُ الرّوّاد كمعهد "قرطاج حنّبعل" دون أدنى حماية، خاصّةً وأنّ الدّعواتِ إلى إضراباتٍ تَلْمَذِيّة على المستوى الوطنيّ كانتْ مُعلَنةً ومعلومةً من لدُنِ الجميع. وقد تعالَتْ صيحاتُ الاحتجاجِ في مؤسّستنا منذ التّاسعة صباحا، ثمّ أضْربُ أغلبُ تلاميذنا عن الدّروس عند العاشرة. وإنّي أتساءَل: لِـمَ "اختارَ" هذا الوليُّ أن يأتيَنـي في يومٍ احتجاجيّ استثنائيّ كيوم السّبت 09 جانفي 2016 خارجَ التّوقيت القانونيّ لمقابلة الأولياء؟! ألا يكونُ ذلك لتسهيلِ الاعتداء بتعلّة "فوضَى الإضراب"؟! وبأيّ حقٍّ ينسحِبُ جميعُ القيّمينَ "فجأةً" مِن مكان عملِهمْ في وقتِ الذّروة: الثّامنة صباحا؟!  
4- سيّدي المندوب الجهويّ للتّربية،
لستُ أبالغُ إذْ أُعلِن أنّ "معهد قرطاج حنّبعل" مؤسّسة منكوبة ذاتُ أولويّة قصوَى: فلاَ سلاّتِ مهمَلات في أغلب القاعات، ولا كَرَاسٍ وطاولاتٍ تفِي بحاجةِ التّلاميذ، ولا أقلامَ خاصّة بالسّبورة البيضاء، ولا أدواتِ نسخ: إنْ حضرتِ الأوراقُ غاب الحبرُ، وإن توفّرَ الحبرُ تعطّبت النّاسخةُ، وإنْ أُصلِحت الآلةُ اختفى الورقُ! إنّنا لا نجد الأقلامَ لنكتب الدّروسَ ولا نتمكّن من نَسْخِ ما تعذّرتْ كتابتُه. وقد نسختُ على حسابي منذ بدايةِ هذا العام الدّراسيّ إلى الآن ما يفوق ثُلثَيْ الأوراقِ الّتي احتاجَها تلاميذي فُروضا كانتْ أو دُروسا أو تدريبات. ولم تَكُن السّنةُ الدّراسيّة الفارطة أقلَّ سوءًا.
فهلْ مِنْ تدخّلٍ حازم لِوَقْفِ هذا النّزيف الّذي يُهدِرُ طاقةَ الـمُربِّينَ والـمتعلِّمين على السّواء؟
ولكمْ سديدُ النّظر
والسّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
فوزيّة الشّطّي


ملاحـــــــــــــــــــــظة:
-       أودعتُ نسخة من هذا التّقرير في مكتب الضّبط بمعهد قرطاج حنّبعل:
سُجّل: [15 جانفي 2016، وارد عدد 14/16].

-       أودعتُ نسخة من هذا التّقرير في مكتب الضّبط بالمندوبيّة الجهويّة للتّربية تونس 1:
سُجّل: [الواردات: 001382 15.01.16].

ليست هناك تعليقات: