إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2016-07-01

رواية "1984": الأنظمةُ الشّموليّةُ عاريةً

رواية "1984": الأنظمةُ الشّموليّةُ عاريةً
كتابٌ يجبُ أن يُقرأَ:
أنهيتُ البارحةَ قراءةَ رواية "1984" للكاتب البريطانيّ "جورج أورويل" (1903-1950)، ترجمة "الحارث النّبهان"، صدرت في طبعتها الثّالثة عن "دار التّنوير للطّباعة والنّشر والتّوزيع"، تونس-بيروت-القاهرة، سنة 2016.
عملٌ روائيٌّ يُدهشُ العقلَ ويُعذّب القلبَ ويزعزعُ الوجدانَ. يُعتبَر، عن جدارة واستحقاق، من كلاسيكيّات الأدب العالميّ. فيه مِن المقوّمات الأدبيّةِ الفنّيّةِ بقدرِ ما فيه مِن العلوم السّياسيّة ومِن الإنسانيّات. 
في الرّواية تفكيكٌ سياسيّ وتحليلٌ نفسيّ للنّظام الشّموليّ القمعيّ الّذي تَتعزّز سُلطتُه بقدر ما يُلغي إنسانيّةَ أعضاء مجتمعه. لا فرقَ بين إيديولوجيا وأخرى في النّزعة الاستبداديّة الرُّهَابيّة: إنّها تَزرعُ الرُّهابَ في أعضائها كيْ تَـمْنعَ أيَّ حُلمٍ بالانشقاق وفي أتباعِها كيْ تُلغِيَ أيَّ محاولة تمرّد. ما المنظومةُ الإيديولوجيّةُ، دينيّةً كانتْ أو شيوعيّة أو قوميّة، إلاّ سَندٌ نظريٌّ يُشرّعُ الفعلَ الإرهابيَّ المؤسّساتيّ وقناعٌ يُبرِّرُ تأبيدَ القمع وتشذيبَ الفرد كيْ لا يرقَى إلى درجة الإنسان ولا يبلُغَ مرتبةَ المواطِن. عليه أن يظلّ "رقما" يأكلُ بمقدارٍ ويعملُ بلا هَوادةٍ من أجل الحزبِ-الدّولةِ-الإلهِ ويمتنعُ عن جميع أسبابِ السّعادة ويكفَّ عن التّفكير. فـ "جريمةُ الفكر" هي الخطرُ الأعظمُ الّذي يُهدّدُ استمرارَ الكيان الشّموليّ. إنّ "الفكرة"، كانتْ وما تزال، أشدَّ الأسلحة فتكا بالعدوّ. لِذا كرّستِ الأنظمةُ القمعيّةُ مؤسّسات ضخمةً عددا وعُدّةً لملاحقةِ كلّ فكرةٍ مارقةٍ عن النّسق الشّموليّ ولمصادرةِ كلّ فكْرٍ شذَّ عن القطيعِ واجترأَ على أنْ يعملَ لحسابه الخاصّ ولو دونَ مُقابل وبلا هدفٍ محدَّد. وكانت السّخريةُ السّوداءُ سيّدةَ الموقف في أغلبِ فصول هذه التّحفة الأدبيّة الخالدة.
الرّوايةُ معاصرةٌ لنا إلى أقصى حدّ: فيها إرهابُ الدّولة المصنوعُ على مقاسِ الضّحايا، وفيها تقنياتُ إلهاء جماهير القطيع، وفيها مراحلُ غسيل الأدمغة بكفاءةٍ علميّة لا تكادُ تُضاهَى...
لنْ تَفرغُوا من قراءة "1984" إلاّ وقد حفرتْ في أعماقكم أُخدودا.


²فوزيّة الشّطّي²
تونس: 01 جويلية 2016

عريضة تضامن مع د. عادل سمارة


    إنّي المواطنةَ التّونسيّة الـمُقيمة في تونس: فوزيّة الشّطّي
أُوقِّع على النّداء المسجَّل أعلاه وأُعلنُ تضامني المطلَقَ مع د.عادل سمارة. وأنا ملتزمةٌ ماضيا وحاضرا ومستقبلا بمناهضة التّطبيع مع الصّهيونيّةِ العدوِّ الأكبرِ للإنسانيّة جمعاء بكلّ ما استطعتُ إليه سبيلا.


الكيانُ الصّهيونيّ النّازيّ يُعدمُ الطّفولةَ الفلسطينيّةَ على مرأى مِن العالم ومَسْمعِه