إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2017-03-12

دارُ الكتبِ الوطنيّةُ: هل صارتْ مؤسّسةً رِبْحيّة؟

 دارُ الكتبِ الوطنيّةُ: هل صارتْ مؤسّسةً رِبْحيّة؟

1-            أسعارٌ ناريّة وتسويغٌ خارجٌ عن القانون:
دارُ الكتبِ الوطنيّةُ، شارع 9 أفريل، تونس العاصمة:
إدارةُ 'العهد الجديد' تقرّر التّرفيعَ في ثمن الاشتراك السّنويّ بستّةِ أضعافٍ فقط لا غير (من 5د إلى 30د). ولم تكتفِ بذلك، إنّما صارتْ تؤجّر موقفَ السّيّارات التّابعَ للمكتبة بخمسين دينارا سنويّا (50د). ولا ننسَى التّرفيعَ في أسعار النّسْخ وفي أجرةِ قاعات المراجعة الفرديّة...إلخ.
كلُّ هذه الإجراءات 'الثّوريّة' تؤكّد أنّ هذه المؤسّسةَ العموميّة الّتي موّلها الشّعبُ التّونسيّ منذ عقودٍ بما يضمن لها الحياةَ والاستمرارَ قد صارتْ بقدرةِ قادر 'مؤسّسةً رِبْـحيّة' تؤجّرُ ما لا حقَّ لها فيه وتنتهجُ السّمسرةَ سلوكا 'نُـخْبويّا'.
كيف حافظتْ دارُ الكتبِ الوطنيّةُ على معلومِ الاشتراك السّنويّ (5د) طيلةَ عقودٍ دون أن تُعلنَ الإفلاسَ أو تتوقّفَ عن تقديمِ الخدمات لعموم القرّاء؟ ولماذا قفزَ معلومُ الاشتراكِ فجأة إلى ستّةِ أضعاف (30د) دون مُوجبٍ ودون تعليلٍ ودون استشارةِ الرّأي العامّ؟ هل تعلمُ وزارةُ الثّقافة بفضيحةِ كراء موقف السّيّارات للقرّاء بمعلومٍ سنويّ (تُعفي الإدارةُ زوّارَها الخاصّين مِنْ دفعِ معلوم الكراء)؟ بأيِّ حقّ 'قانونيّ' يجوز لإدارةِ المكتبة الوطنيّة أن تقتطعَ جزءا من أرضِ المؤسّسة العموميّة كيْ تستغلّه على سبيل الكراءِ للقرّاء؟ إلى جَيْبِ مَنْ تذهب أموالُ 'الكراء الفَضائحيّ' هذا؟ على هذا الأساسِ ألا يحقُّ لإدارةِ المؤسّسات التّربويّة العموميّة، مثلا، أن تُـجبرَ المدرّسين على دفعِ معلوم الوقوف في مواقف السّيّارات التّابعةِ للمؤسّسة؟؟ ألاَ نتوقّعُ مِنْ إدارةٍ تمتهنُ التّجارةَ بالمرفقِ العامّ أنْ تؤجّرَ لنا دورات المياه مثلا؟؟؟ وقسْ على ذلك جميعَ المؤسّساتِ التّعليميّة والإداريّة والصّحيّة... التّابعةِ للقطاعِ العامّ.
بابُ موقف السّيّارات أُغلقَ في وجهِ حرفاءِ المكتبة. ما عاد يدخلُه إلاّ حاملُو 'عقدِ الكراء'.
#يا_وزارةَ_الثّقافة_أوقفي_المهازلَ_في_دار_الكُتب_الوطنيّة.
                الإعلامُ الرّسميّ عن تسويغِ موقف السّيّارات بمعلوم سنويّ
#يا_قرّاءَ_المكتبةِ_الوطنيّة_قاطعُوا_موقفَ_السّيّارات_حتّى_يعودَ_مجانيّا_كما_كان.

2-            مِنْ أماراتِ 'اللاّدولة':
أين حجر الأساس الّذي يوثّقُ تاريخَ الافتتاحِ الرّسميّ لدار الكتب الوطنيّة؟ هل وصلَ النّفاقُ بإدارةٍ متلوّنة تَلوُّنَ حُكّامِ قرطاج إلى محوِ صفحاتٍ كاملة من التّاريخ الوطنيّ بحجّةِ 'الانخراط في المسار الثّوريّ'؟ كيف تبقَى مؤسّسةٌ استثنائيّة في حجمِ المكتبة الوطنيّة وفي قيمتِها العلميّة وفي عراقتِها التّاريخيّة دونَ حجرِ أساسٍ، لا لشيءٍ إلاّ لأنّ الرّئيسَ المخلوع (زين العابدين بن عليّ) قد أُسنِد إليه شرفُ تأسيسِها وافتتاحِها؟؟ أما كانَ بالإمكان، في أسوإ الاحتمالات، تصميمُ حجرِ أساسٍ آخر يُسقط مِن حساباته اسمَ المخلُوعِ (الحليفِ أمس العدوِّ اليومَ) ويُوثّقُ اسمَ المؤسّسة وتاريخَ افتتاحها؟ هل نحن في حضرة 'النّخبة المثقّفة' الّتي تُحسن الفصلَ المنهجيّ بين الأشخاصِ وبين التّاريخِ الوطنيّ الموثَّق أم نحن في قبضةِ القطيع الرّعاع الجهُول الجهلوت؟؟؟

                 المكتبةُ الوطنيّة: بلا اسمٍ، بلا تاريخٍ، بلا حجرِ أساس...

قائمةُ الأسعارِ الجديدة لمؤسّسة ربحيّة كان اسمُها 'دار الكتب الوطنيّة' بالجمهوريّة التّونسيّة.
فوزيّة الشّطّي
تونس: 2017.03.12

ليست هناك تعليقات: