💚 عدسة: فوزيّة الشّطّي 💚
سياسيّة أدبيّة تربويّة مُواطَنيّة.
💚 عدسة: فوزيّة الشّطّي 💚
|
✿ مسيرةُ الحقوقِ والحرّيّات ضدَّ الظّلمِ والانتهاكات ✿ ✿ تونس، السّبت: 2025.11.22 ✿ عند الثّالثةِ مساء بتونس العاصمة، اِلتقتْ جموعُ
المتظاهرين في ساحة حقوق الإنسان بشارع محمّد الخامس. هدفُ المسيرة الرّئيسُ هو
التّضامن مع المعتقَلين مِن المعارضين السّياسيّين والإعلاميّين والمحامين
والنّاشطين في المجتمع المدنيّ الّذين يقبعون في السّجون دون محاكمة أو يخضعون
لمحاكمات تفتقد أدنى شروطِ العدالة والنّزاهة والشّفافيّة. رُفعتْ شعارات كثيرة
تُعلن أنّ تونسَ صارت سجنا كبيرا وأنّ السّلطةَ تلتهم الحقوقَ السّياسيّة
والمدنيّة بشكل ممنهَج ومتسارع مُعوِّلةً في انتقامها مِن الخصوم على 'قضاء التّعليمات'
الّذي تخلّى عن حياده واستقلاله وسيادتِه واصطفّ وراء الحاكمِ بأمره جبْنا
وانتهازيّة. ثمّ انطلق المحتجّون نحو نهج المملكة العربيّة
السّعوديّة حيث توقّفوا، رافعين شعارات تُساند انتفاضةَ سكّان قابس، أمام مقرّ 'المجمّع الكيميائيّ التّونسيّ' الّذي أَوجد منذ عقود كارثةً بيئيّة وصحّيّة في هذه المدينة بسببِ
التّلوّث الكيميائيّ الّذي يلفظه في البرّ والبحر والهواء. كان أبرزُ شعار هو «قابس قابس، يا مظلومة، مِن الـمجمّع إلى الحكومة». اِتّجهت المسيرةُ بعد ذلك إلى شارع الولايات المتّحدة
الأمريكيّة حيث توقّفتْ بضعَ دقائق قبالة مقرّ 'نقابة
الصّحفيّين التّونسيّين'. ورُفعتْ شعاراتٌ تُندّد
بهجمةِ السّلطة التّنفيذيّة على السّلطةِ الرّابعة وتُدين التّنكيلَ بعديد
الإعلاميّين هرسلةً وتضييقا وطردا وسجنا. أهمُّ شعار كان «الحرّيّة الحرّيّة، للصّحافة التّونسيّة». المعلومُ أنّ كلَّ استبداد يعمل، لفرضِ سرديّته
وهيمنتِه، على تدجينِ الإعلام أو مصادرته إنْ تعنّت وصمد. إثر ذلك مضت المسيرةُ إلى جهة البلفدير للاحتفاءِ
السّاخر بالمسبح البلديّ الّذي اعتبرتْ أبواقُ دعايةِ السّلطة ترميمَه إنجازا
عظيما. رُفِعتْ شعارات تهزأ مِن الإنجازات الوهميّة ومِن سعيِ النّظام إلى
توسعةِ السّجون الحاليّة وبناءِ سجون جديدة لاستيعاب المغضوب عنهم. وحمل عشراتُ
المتظاهرين أغصانَ زيتون سخريةً مِن الإنجاز البيئيّ الّذي روّجه الإعلامُ
الحكوميّ والّذي تمثّل في غراسةِ زيتونة مثمرة بشرفةٍ مبلَّطة ومغلقة. أظرفُ
شعار غنّاه الشّبابُ على إيقاع الطّبل هو «سبع
سنين ونصّ (نصف)، قيس بنى لي خسّة (نافورة)». في حديقة ساحةِ باستور توقّفت المسيرةُ. وتفرّق
المحتجّون على أملِ التّلاقي السّبتَ القادم (2025.11.29)
الّذي يوافق اليومَ العالميّ للتّضامن مع الشّعب
الفلسطينيّ. والجديد هذه المرّةَ أنّ عديدَ الأحزاب والبرلمانيّين والحقوقيّين
الغربيّين قرّروا تنفيذَ يوم إغلاق عامّ تنديدا بجرائم الاحتلال الصّهيونيّ،
إبادةً وتجويعا وتهجيرا وتطهيرا عرقيّا، ضدّ الفلسطينيّين في غزّة والضّفّة
والدّاخل المحتلّ الّذين يسمّيهم الغزاةُ (عربَ 48). ✿ فوزيّة
الشّطّي، تونس: 2025.11.23 ✿ |