الثّقفوتُ
الانقلابيّ شرٌّ مِن الدّواعش هل اجتهد قطيعُ الثّقفوت ليعرفَ ما فعل
الانقلابُ السّيساويّ الفاشيّ العميل بمصرَ واليمنِ وفلسطين وليبيا وغيرِها؟ قطعا
لا. هذا لأنّ القطيعَ أبعدُ ما يكون عن ملاحقةِ الحقيقة ومراجعةِ الذّات وتعميقِ
الوعي الجمعيّ وأحرصُ ما يكون على التّحصّنِ بأوهامه حول 'عِصْمةِ
الزّعيم-الإمام' و'نقاءِ المؤسّسة المسلّحة' و'رِفْعةِ
الطّائفة'
العرقيّة أو المذهبيّة. سنراه إنْ حصل المكروهُ، لا قدّر اللهُ، منتشِيا بالنّصرِ
العظيم، مدّاحا للسّيستامِ القهريّ الجديد، متسوِّلا على أعتابِ الحكّام أيّا
كانوا، متباهِيا بأنّه كان دوما على حقٍّ عندما ساند هجمةَ الدّبّابةِ (المسنودةِ
بسلطان المخابرات الأجنبيّة) على السُّلطِ التّشريعيّةِ والتّنفيذيّةِ
والقضائيّة. لا تتوقّعُوا مِن هذا القطيعِ المقنَّع
بالحداثة ومعاداةِ التّنظيم الإخوانيّ والدّفاعِ عن المصلحةِ الوطنيّة، أن
ينتفضَ ضدّ جرائمِ تصفية الخصوم السّياسيّين أو إلغاءِ جميع حقوق الإنسان أو
إعدامِ المظنون فيهم دون محاكمة أو محقِ المعارضة السّياسيّة أو التّطبيعِ مع
المافيا الصّهيونيّة أو التّفويتِ في البلاد للاستعمار الإمبرياليّ المتوحّش...
فلا صوتَ يعلُو فوق صوت البندقيّة الانقلابيّة!
حتّى لو أعلن قادةُ الانقلاب العاملون الآن في الظّلّ، تطبيقَ 'الشّريعة'
الاثنا عشريّة بقوّة السّلاح، سيهلّل القطيعُ البائس الموبوء لذاك 'القرار
الثّوريّ'
وسيُطلق سيلَ الفتاوى تصديقا لولايةِ الفقيه وتصحيحا للتّاريخ 'المزوَّر' وتبجيلا
لتنسيقيّاتِ اللّجان الشّعبويّة الفوضويّة المارقة عن كيان الدّولة وتَتْفِيها
لكلّ مَن خالفَ مِنهاجَ 'ملوكِ الطّوائف' المتآمرين
المتحصِّنين بالصّمتِ والغموض والتّواطؤ المحلّيّ والأجنبيّ. إذا كان الإسلامُ السّياسيّ شرّا محضا على
البلاد والعباد، فإنّ ثقفوتَ الانقلاب العسكريّ شرٌّ ألفَ مرّة مِن عصاباتِ
الدّواعش. فوزيّة الشّطّي تونس: 2021.01.20 |
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
2021-01-20
الثّقفوتُ الانقلابيّ شرٌّ مِن الدّواعش
لوحةُ 'الخروجُ عن القطيع': توماس كوبيرا
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)