قَدِيـمَة (بحر الكامل: مُتَفَاعِلُنْ) 💞 نُشر في: ديوان العرب، 2024.10.22 https://www.diwanalarab.com/%D9%82%D9%8E%D8%AF%D9%90%D9%8A%D9%85%D9%8E%D8%A9 إِنِّـي القَدِيـمَةُ تَسْتَبِينِـي الأَبْـحُرُ فِي لُـجِّهَا أَهْوَى السِّبَاحَةَ لاَهِيَهْ وَأَهِيمُ عِشْقًا بِالقَوَافِـي الـخُلَّبِ فِي سِحْرِهَا تَوْبُ القُلُوبِ العَاصِيَهْ مِنْ رَقْصَةِ الأَوْزَانِ أَجْنِـي لَذَّتِـي زَادُ السُّرَى طَرَبُ النُّفُوسِ الغَاوِيَهْ أَمَّا عَمُودُ الشِّعْرِ فَهْوَ مَسَلَّتِـي نَـحْوَ الفَلاَ، نَـحْوَ الأَقَاصِي الغَاشِيَهْ مِرْقَالُ طَرْفَةَ مَا تَزَال مَطِيَّتِـي[1] وَجَـمُوحُ عَنْتَرْ حَاوَرَتْنِـي دَامِيَهْ[2] مَـجْنُونُ لَيْلَى كَمْ تَقَفَّى صَبْوَتِي! خَنْسَاءُ تَنْهَلُ مِنْ عُيُونِـي النَّاعِيَهْ مَا انْفَكَّ وَقْفِي عِنْدَ أَطْلاَلٍ خَبَتْ مُتَجَدِّدًا تُذْكِيهِ رُوحٌ ذَاوِيَهْ أَمَّا القَبِيلَةُ إِنْ غَوَتْ أَوْ رُشِّدَتْ[3] أَغْمَدْتُ حِبْرِي فِي الصُّدُورِ العَادِيَهْ هَلْ يَسْتَوِي الغُصْنُ القَصِيمُ إِذَا كَبَا لَوْلاَ الـمِدَادُ مِنَ الـجُذُورِ العَاتِيَهْ؟ حُلْوُ القَوَافِي حِصْنُنَا وَمَلاَذُنَا كَمْ أَلْقَمَتْنَا مِنْ قُطُوفٍ دَانِيَهْ! إِنَّ الـمُعَتَّقَ مِ النَّظِيمِ سُلاَفَةٌ تَرْوِي العَطَاشَى مِنْ عُيُونٍ جَارِيَهْ هَذِي القَدَامَةُ جِينَةٌ لاَ تَـمَّحِي شَقَّتْ دُهُورَ العُقْمِ شَـمْسًا ضَاوِيَهْ لَوْلاَ القَدِيمُ لَكَانَ قَفْرًا مُوحِشًا هَذَا الوُجُودُ كَمَا الذِّئَابُ العَاوِيَهْ. فوزيّة الشّطّي تونس: 2024.10.21 |
[1] نُشير بذلك إلى البيتِ الشّعريّ البديع الّذي قاله
الشّاعرُ الجاهليّ طرفةُ بنُ العبْد (ت 564م) في قسمِ الرّحلة مِن مذهّبته الفخريّة (بحر الطّويل) متغنّيا
بناقته: «وَإِنِّي لَأُمْضِي الـهَمَّ عِنْدَ
احْتِضَارِهِ .. بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَرُوحُ
وَتَغْتَدِي».
[2] نُشير بذلك إلى البيتِ الشّعريّ الّذي عَدّه نُقّادُ
الشّعر القدامى أفضَلَ ما قِيل في وصف الفرس لكونِه أنْسَنَه وكاد يُنطِقه. وقد
ورد في المعلّقة الفخريّة (بحر الكامل) الّتي ألّفها الشّاعرُ الجاهليّ عنترةُ بنُ شدّاد (ت 600م). وفيه يقول واصفا
فرسَه المتوجِّع المثخَنَ بالجراح في حومةِ القتال: «لَوْ
كَانَ يَدْرِي مَا الـمُحَاوَرَةُ اشْتَكَى ..
وَلَكَانَ لَوْ عَلِمَ الكَلاَمَ مُكَلِّمِي».
[3] نُشير بذلك
إلى البيتِ الشّعريّ البديع الّذي قاله الشّاعرُ والفارس الجاهليّ دُريْدٌ بنُ
الصِّمَّة (ت 630م) مجسِّدا العصبيّةَ
القبَليّة في أقصى مظاهرها. وهو (بحر الطّويل): «وَمَا أَنَا إِلاَّ
مِنْ غَزِيَّةَ إِنْ غَوَتْ .. غَوَيْتُ وَإِنْ
تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ».