هذا تزويرٌ لا غُبارَ عليه
في بعض أرياف السّاحل التّونسيّ تكفّل أعوانُ «حركة النّهضة» بتوزيع "بطاقات ناخب" على المواطنين البسطاء المستبطِنين لخوف قديم من كلّ حدثٍ انتخابيّ. النّهضويّون، كما يبدو، يسيرون سيرا حثيثا على خطى التّجمّعيّين حتّى كادوا يتفوّقون عليهم في مصادرة حقوق المواطَنة: وأوّلُها ضمانُ حقّ النّاخب في اختيار المرشَّحين لانتخابات «المجلس الوطنِيّ التّأسيسيّ».
هذه الممارساتُ تؤكّد ما يروج في الشّارع التّونسيّ حول استقطاب «حركة النّهضة» لعناصر تجمّعيّة يُشهَد لها بالكفاءة العالية في ترهيب النّاخبين وبالخبرة الميدانيّة في تزوير الانتخابات الّتي ضمنِت للنّظام المافيويّ السّابق نِسبا تسعينيّةً أفحمتِ الخصومَ في الدّاخل والخارج. وهي ممارساتٌ تفضح أصحابَها: ليس البناءُ الدّيموقراطيُّ غايتَهم، إنّما العرشُ مُرادُهم مهما كانت التّكاليفُ الماليّة والانحرافاتُ الأخلاقيّة والمؤامراتُ السّياسيّة. وهي ممارساتٌ تنتمي بالضّرورة إلى تيّار "الثّورة المضادّة" الّتي يقودها أيتامُ «دولة الفساد و الاستبداد» وحلفاؤُهم الحالِمون بعودة الدّيكتاتوريّة وإنْ بأقنعة جديدة.
الاعتداءُ العلنِيّ على حقِّ المواطن في اختيار نوّابِه يُثبتُ أنّ محاولات تزوير الانتخابات قد انطلقتْ بعدُ بصلَفِ الجبّارين، يُثبتُ أنّ إعادة ثقة الشّعب التّونسيّ في شفافيّة الانتخاب مازالت بعيدةَ المنال، يُثبتُ أنّ الرّقابتيْن القانونيّة والمدنيّة ليستا في حجم التّجاوزات الخطيرة المرتكَبة على عيون الملإ.
فوزيّة الشّـطّي
تونس: 2011.10.09
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق