وزارة التّربية تونس في: 2017.02.13
المندوبيّة
الجهويّة للتّربية تونس 1
تقريرٌ إلى السّيّد المندوب الجهويّ للتّربية بتونس 1،
عن طريق السّيّد مدير
معهد قرطاج حنّبعل،
بعد التّحيّة والسّلام،
إنّي الممضيةَ أسفله: أستاذة العربيّة فوزيّة الشّطّي المباشِرة
بمعهد قرطاج حنّبعل،
أرفع إليكم هذا التّقريرَ في شأن عاملةِ النّظافة
بالمعهد المذكور السّيّدةِ «م.ج». وذلك للأسباب التّالية:
1- يومَ الجمعة [2017.02.03] عند
منتصف النّهار: بمجرّد أنْ خرج تلاميذُ القسم [2 آداب 1] من القاعة [عدد 06]، اِقتحمتْ عاملةُ النّظافةِ المذكورةُ قاعتي دون
استئذان بينما كنتُ ما أزال أمحو السّبّورةَ ولم أجمعْ أدواتي بعدُ. دَفعتْ بابَ
القاعة دفعا عنيفا بمكنستها الخشبيّة. ووَضعتْ سلّةَ المهملات الحديديّة فوقَ
طاولةِ التّلاميذ المقابلةِ لطاولتي تماما. ثمّ شرعتْ تتظاهرُ بأنّها تكنسُ
القاعة، والحقيقةُ أنّها كانتْ تضربُ أَرْجُلَ الطّاولاتِ والكراسي بمكنستِها
وتُثيرُ الغبارَ في فضاء القاعة ولا تجمعُ مِن الأوساخ إلاّ القليلَ.
تَعمّدتُ ألاّ أُكلّمَها لأنّي كنتُ مريضةً مرهقةً.
لكنّي نظرتُ إليها طويلا قبل أنْ أُنهيَ جمعَ أدواتي وأغادرَ قاعتي.
2- يومَ الجمعة [2017.02.10] بعد
الثّامنة صباحا: شرعتُ أدرّسُ تلاميذَ [2 آداب 2] بالقاعة [عدد 17].
وتركتُ البابُ نصفَ مفتوحٍ لأنّي أرسلتُ التّلميذَ المسؤولَ كيْ يجلبَ دفترَ
المناداة. جاءتْ عاملةُ النّظافةِ المذكورةُ بمكنستِها وسلّةِ مهملاتها. وقفتْ في
باب القاعة بالضّبط. أطلّتْ برأسِها إلى الدّاخل. تظاهرتْ بأنّها تتفقّدُ نظافةَ
القاعةِ [أَلمْ تكنْ تعلمُ إنْ كانتْ نظّفتْ هذه القاعةَ أمْ لا؟!]. نظرتْ إليَّ شَزْرًا بضعَ ثوانٍ. ثمّ غادرتْ. لمْ أكلِّمْها هذهَ المرّةَ
أيْضا احتراما لوجود التّلاميذ معنا ولأنّي أدركتُ أنّها دخلتْ مرحلةَ الاستفزازِ
العدوانيّ الممنهَج وأنّ الصّدامَ معها آتٍ لا محالةَ.
3- يومَ الجمعة [2017.02.10] عند
منتصف النّهار: كنتُ أدرّسُ قسمَ [2 آداب 1] في [عدد 06]. اِلتفَّ حول طاولتي عدّةُ تلاميذ يسألُونني عن مسألةٍ
لغويّة. ما راعني إلاّ وعاملةُ النّظافة المذكورةُ قد اقتحمتْ قاعتي للمرّةِ
الثّالثة، وشرعتْ تُحدث ضجّةً عنيفةً أكثرَ مـمّا تُنظّف فعليّا. دعوتُ جميعَ
التّلاميذ إلى مغادرة القاعة. ففعلُوا. ثمّ قلتُ للعاملة بهدوءٍ وقدْ صرنا وحدَنا:
«لا يحقُّ لك دخولُ القاعة ما دمتُ فيها. عملُكِ يبدأُ بعدَ أنْ أُنهيَ عملي». صرختْ في
وجهي لأنّها كانتْ تنتظرُ بكلِّ شوقٍ فرصةَ الهجوم، وتوقّفتْ عن الكنْسِ، وقالتْ
وهي تواجهني متّكئةً على مكنستِها: «ما سْـمَعتنِيشْ كِي دَقِّيتْ البابْ؟! مَانِيشْ
نِخْدِمْ عَنْكْ، يالاَّ! مَلاَّ هَمّْ هَاذِي!». أعادتْ هذا الكلامَ ونحْوَهُ عدَّةَ مرّاتٍ رافعةً
عقيرتَها بالصّياحِ حتّى لفتتْ أنظارَ بعضَ التّلاميذ الواقفين أمام القاعة
المجاورة. عندَها طردْتُها قائلةً: «اُخْرُجِي مِنْ قاعَتِي! مَا أقَلّْ حْيَاكْ!». فتقدّمتْ
نحوي بضعَ خُطواتٍ وهي ترفعُ مِكنستَها في الهواء في هيئةِ تهديدٍ بالاعتداءِ
الماديّ. ربّما توهّمتْ أنّي سأرتعبُ وأفرُّ بجلدي مِنْ أمامها. لكنّي ظللتُ واقفةً
عندَ طاولتي. وأعدتُ لها الأمرَ بمغادرة قاعتي. يئستْ مِنْ مواصلةِ هجومها الثّالث.
فغادرتْ وهي تضربُ أثاثَ القاعة بمكنستِها وتدفعُ البابَ بسلّة مهملاتِها. ودخلتْ
القاعةَ المقابلةَ متظاهرةً بتنظيفها [هي قاعةٌ
شاغرةٌ منذ السّاعة 11. فلماذا لم تبدأْ بتنظيفها قبل اقتحام قاعتي؟!].
سرعانَ ما غادرتْها القاعةَ الشّاغرةَ، ونزلتْ الدّرجَ
وهي تسبُّ وتلعنُ وتُهدّد بكلام كثير لم أتبّنْ أغلبَه بسببِ فوضى التّلاميذ في
الممرّ. سمعتُ منه: «آشْبِيهَا عليَّ، الهمّْ هَاذِي؟! مَانِيشْ نِخِدِمْ
عَنْدكْ! آشْ حَاسْبَا رُوحِكْ؟!». أيْ إنّها تمارسُ عليَّ شتّى أصنافِ الاعتداء، ثمّ تُسارعُ
بدهاءٍ مدروسٍ إلى لَعِبِ دورِ الضّحيّةِ الممنوعةِ مِن أداءِ عملِها!
وقدْ ندمتُ كثيرا لأنّي سارعتُ بإخراج تلاميذي. كان
عليَّ أنْ أُبقيَهم ليكونُوا شهودا على هذا الاعتداء.
بعدَ دقائقَ قصدتُ مكتبَ الضّبط كيْ أطلُبَ مقابلةَ
السّيّد مدير المعهد لآخُذَ اسمَ العاملةِ. فوجدتُها هناك تشكُو وتتظلّمُ، وتأكّدْتُ
أنَّ المديرَ في اجتماعٍ. فغادرتُ المعهدَ.
4- للتّذكير: كنتُ قطعتُ صلتي
نهائيّا بهذه العاملةِ في منتصف السّنة الدّراسيّة الفارطة بعدَ أن أقْحَمتْ
نفسَها بلا استئذانٍ ودون وجهِ حقّ وبأسلوبٍ بذيء جدّا في مقابلةٍ لي مع وليّةِ
أحد تلاميذي تربطُها بها صلةٌ مّا. تَحَامَى ضديّ وقتَها خمسةُ أشخاص [التّلميذُ المعاقَب + أخوه الأكبرُ منه سنّا + أمُّه + عاملةُ النّظافة هذه + عاملٌ آخر لا أستحضرُ اسمَه تمّتْ نقلتُه إلى مؤسّسة
أخرى].
5- عُرفتْ هذه العاملةُ بالتّهاوُنِ المتعمَّد في
أداء مهمّتها. وقد اشتكاها بعضُ الأساتذة شفويّا عندما كانتْ مكلّفةً بتنظيف دورة
المياه الخاصّة بنا. وعلِمتُ أنّ مديرَ المعهدِ السّابقَ قد اشتكاها كتابيّا إلى
المندوبيّة أيضا.
سيّدي المندوب الجهويّ،
رغمَ أنّي أجهلُ الدّوافعَ الحقيقيّة لهذا الاعتداء
المتكرّر، فإنّي أجزمُ بأنّ عاملةَ النّظافةِ المذكورةَ تقتحمُ قاعتي متعمِّدةً
وتخطّطُ عن سبْقِ الإضمار والتّرصّد للاعتداءِ عليّ معنويّا ولفظيّا وماديّا.
والأدلّةُ على ذلك كثيرةٌ. منها:
أ-
يُحجِّرُ القانونُ على أيٍّ كانَ دخولَ قاعةِ الدّرس إلاّ بإذنِ المدرّس أو
بطلبٍ منه. فكيف يحقُّ لِعاملةِ النّظافة المذكورةِ أن تقتحمَ قاعتي وأنا فيها
وحدي أو صحبةَ تلاميذي، والحالُ أنّها لم تُنظِّفْ بعدُ عديدَ القاعات الشّاغرة،
مِنْ ذلك القاعة [عدد 05] الّتي
تقابلُ قاعتي تماما والّتي تصيرُ شاغرةً كلَّ جمعةٍ منذ الحاديةَ عشرَ صباحا؟!
ب-
ينتهي تنظيفُ القاعات، قانونيّا، في مرحلةٍ أُولَى قبل انطلاقِ الدّروس [أيْ قبل الثّامنة صباحا] ويبدأُ في مرحلةٍ ثانية بعد انتهاءِ الدّروس [أيْ بعدَ منتصفِ النّهار أو الواحدةِ بعد الزّوال]. فما الّذي أتى بعاملةِ النّظافة المذكورةِ بعد الثّامنةِ صباحا وأثناءَ
إنجاز الدّرس؟! ومنْ أباحَ لها دخولَ قاعات الدّرس قبل خروجِ الأساتذة منها؟!
ت-
لم يَسبِقْ لعاملةِ النّظافة المذكورةِ أن اقتربتْ منّي أو مِن قاعتي منذ
أنْ قطعتُ صلتي بها منتصفَ السّنة الدّراسيّة الفارطة. لذا أتساءلُ: ما الّذي حدثَ
حتّى تنفجرَ ضدّي فجأةً؟! وكيفَ اقتنعتْ بِأنّ مثلَ هذا الاعتداءِ المتكرّرِ
المنظَّمِ السّافرِ على كرامةِ الأستاذة وعلى حُرمةِ قاعات الدّرس يمكنُ أن
يَـمُرَّ مرورَ الكرام؟!
ث-
أمْضيتُ عشرين عاما [20] في التّعليم الثّانويّ، قدّمتُ خلالها عديدَ الشّكاوَى
والتّقارير. لكنّي تَجنّبتُ دائما التّصادمَ مع العَمَلةِ مُراعاةً لوضعهم المهنيّ
الهشّ في أغلبِ الأحيان، وتنازلتُ عن تجاوزاتهم البسيطة حتّى لا يلعبُوا دورَ
الضّحيّة ويزعُموُا لأنفسِهم أنّي أستغلُّ ضعفَهم الاجتماعيَّ والعلميَّ والمهنيّ.
لكنْ ما اقترفتْهُ عاملةُ النّظافةِ المذكورةُ يتجاوزُ كلَّ حدودِ التّسامح والتّغاضي
والتّنازل.
على أساسِ ما سبقَ سردُه: أتمسّكُ بحقّي في تتبُّعِ عاملةِ
النّظافة المذكورةِ قانونيّا وقضائيّا، وأُطالبُ بـمُحاسبتِها حسْبَ التُّهمِ
التّاليةِ:
1-
الاستفزازُ المتعمَّدُ والإهانةُ المتكرّرةُ لشخصِي دون مُوجبٍ.
2-
اِقتحامُ قاعاتِ درسي دون وجهِ حقٍّ.
3-
الاعتداءُ المعنويُّ واللّفظيُّ عليَّ أثناءَ أداء عملي.
4-
التّهديدُ بالاعتداءِ الماديّ مُستعينةً بالمكنسةِ.
أرجُو أنْ يلقَى تقريري هذا العنايةَ الّتي يستحقُّ حتّى
لا تصيرَ العاملةُ المعتدِيةُ فوقَ القانونَ.
ثقتي في نزاهتكمْ وحيادِكمْ لا تشوبُها شائبةٌ
ولكمْ جزيلُ الشّكر وسديدُ النّظر
أستاذة العربيّة : فوزيّة الشّطّي
الإمضــــــــــــــــــــــــاء
تونس في: 2017.02.13: ..................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق