صورة مِن النّات:
https://www.alittihad44.com/mulhaq/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9%D8%A9/%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%B8%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AE%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%8A
ª نُخْبةُ الجَواسِيسِ
ª
ليس كلُّ 'مثقّفٍ' أو 'حقوقيٍّ' عاقبه الرّئيسُ السّابقُ 'زين العابدين بن عليّ' كان 'مناضلا' حقيقيّا مِن أجلِ حريّة التّعبير والنّشر أو حقوقِ الإنسان أو ما شابهَ مِنَ الشّعاراتِ الـمُغريةِ المقبولةِ شعبيّا.
عددٌ كبير منْ هؤلاء كانوا (وما زالُوا) مُـخبِرين مُـحترفِين لدَى المافيا الصّهيونيّةِ-الماسونيّةِ تحت غطاءِ 'البحثِ العلميّ' أو 'المنظّماتِ الحقوقيّة' أو 'التّعاونِ الأكاديميّ'...
هذا لأنّ المخابراتِ الغربيّةَ الحديثة طوّرتْ أدواتها منذ عقود، وصارتْ
تنتدبُ 'العقولَ'، إنْ سرّا أو جهرا، بالحيلةِ أو بالموافقةِ الصّريحة، ليكُونُوا مطيّةً
تتسرّبُ عبرَها إلى أعماقِ الشّعوبِ كيْ تعرفَ: كيف تفكّرُ؟! ما نقاطُ القوّةِ والضّعفِ لديها؟! ما أدواتُ التّضليلِ
والإلهاء الأنجعُ لشعبٍ دون آخر؟! هل مِنْ سبيلٍ إلى
تصنيعِ الفتنةِ الطّائفيّة: العرقيّةِ منها والدّينيّة والمذهبيّة واللّغويّة (في هذا الإطار تتنزّلُ الحربُ الممنهَجةُ على اللّغةِ العربيّة الفصحَى في
تونس وغيرها)؟! كيف التّلاعبُ
بالرّأيِ العامّ لِلتّحكّمِ في 'اللّعبةِ الانتخابيّة' الوهميّة؟! ما السّبلُ المتاحةُ
لِتمريرِ 'التّطبيع' تحت قناعٍ علميّ أو حقوقيّ أو أدبيّ أو فنّي.. يُراوِغ عامّةَ النّاسِ
وخاصّتَهم؟!
هكذا تفعل الماسونيّةُ منذ تأسّستْ: اِصطيادُ 'النّخبة' المعدَّةِ للبيع النّهائيّ أو للتّأجير المؤقّت شرقا وغربا. ثمّ تكليفُها
بالمهمّات العميقةِ الأثر الّتي تعجزُ عن أدائِها أجهزةُ الاستخباراتِ
التّقليديّةُ. ليس المطلوبُ مِنْ 'نخبةِ الجواسيس' جلبُ المعلومات بل إنتاجُها.
يكفي أن نراجع المشهدَ التّونسيّ لنعرفَ أعداءَنا الحقيقيّين: أولئك الّذين
انخرطوا في الاستقطابِ الثّنائيّ بشراسةٍ متَّفق عليها سلفا لاعبين دورَ
الضّحيّةِ أحيانا ودورَ الوطنيِّ الغيُور أُخرى، وتجنّدوا لمهاجمةِ المعارضة
السّياسيّة الفعليّة (اليسار، القوميّة..) وتخوينِها وتحميلِها مسؤوليّةَ كلِّ فشلٍ، ودافعُوا عن
مُجرمِي الصّهيونيّة بالعرائضِ والمقالات والنّدوات ووقفات المسانَدة... وها هم
الآن يستميتون في تلميع وجه 'حركة الدّواعش' لأنّهم مجنَّدون في الأصلِ ضمن «مشروع التّمكينِ للوهابيّةِ العميلةِ في تونس وما جاورها». وكلُّ ما ادّعَوْه منذ جانفي 2011 إلى الآن ما هو إلاّ
'مسرحٌ سياسيٌّ' متقَنُ الصّنعة:
إخراجٌ هولييوديّ، وتمويلٌ نفطيّ، وتمثيلٌ محلّيّ، وإشرافٌ ماسونيّ-صهيونيّ.
كان 'بن عليّ'، رغم جرائمِه وفساده وإرهابه، رجلَ مخابراتٍ محنَّك أدركَ حقيقةَ هؤلاء 'الجواسيس الدّوليّين' وخشيَ خطرَهم عليه وحاول
أن يقلّمَ ما تيسّر مِنْ أظافرهم السّامّة (لا ننسَى أنّه رفضَ العروضَ الأمريكيّةَ باستباحةِ جارتيْنا ليبيا والجزائر
عبر الأراضي التّونسيّة. بل إنّه أعلمَ السّلطاتِ الجزائريّةَ بما يُحاك ضدّها
في دواميسِ 'البيتِ الأبيض'. يومَها شُطِب اسمُه
من قائمة 'الأصدقاءِ-العملاءِ'. وبدأ التّخطيطُ لإزاحتِه). بيد أنّه فشلَ في
تصفيةِ هؤلاء 'الجواسيس العابرين للقارّات' أو في إقناعِ الرّأيِ العامّ بحقيقةِ مهمّاتِهم المخابراتيّةِ الخِيانيّة (نسبة إلى الخيانة). ودليلُ هذا الفشلِ الذّريع أنّهم، بفضلِ الانتفاضة المغدورة، قد عادُوا يرتعونَ في بلادِنا المستباحة.
ª فوزيّة الشّطّي ª
تونس: 2018.03.21
|