إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2025-04-06

مقال: (إنصافا للتّاريخ)، تونس: 2025.3.28

الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن عليّ قبل أن يُطيحَ الثّاني بالأوّل
 

± إنصافا للتّاريخ ±

جرائمُ الرّئيس السّابق "زين العابدين بن عليّ" لا تُحصى ولا تُعدّ. واستبدادُه الأهوج لا ينكره أيُّ نزيه. لكنّ الإنصافَ التّاريخيّ يقتضي منّا الاعترافَ بأنّه حافظ على الحدِّ اللاّزم مِن الوطنيّة والعقلانيّة. والدّليلُ أنّه قد أُطيح به لكونه امتنعَ بكلّ حزم عن تنفيذِ الخيانات العظمى التّالية:

أوّلا: رفض أن تُضرَب ليبيا بالأسلحة الثّقيلة مِن الأراضي التّونسيّة. اُرتُكبتْ هذه الخيانةُ بعد الفوضى الثّوريّة 2011 عندما تسلّل "ثوّارُ النّاتو" إلى الجارةِ المنكوبة وأشعلوا نارَ الفتن واغتالوا العقيدَ "معمّر القذّافي" على المنوالِ الدّاعشيّ الاستعراضيّ المتوحّش.

ثانيا: رفض أن تُنصَب أجهزةُ تجسّس ضدّ الجزائر على الحدودِ التّونسيّة. ولم يكتفِ بذلك. إنّما أعلم الجزائريّين بالأمر ليتّخذوا الإجراءَ المناسب. والمرجّحُ أنّ هذه الخيانةَ قد نُفّذتْ بعد 2011 دون أن تحقّقَ أهدافَها.

ثالثا: رفض توسيعَ القاعدةِ العسكريّة الأمريكيّة الصّغيرة الموجودةِ في الجنوب التّونسيّ منذ العهدِ البورقيبيّ. ولا أحدَ يعرف ما مصيرُ هذه الخيانة الثّالثة منذ 2011 إلى الآن.

رابعا: رفض توطينَ المهاجرين غير النّظاميّين الأفارقة (جنوب الصّحراء) في تونسَ رغم سياسةِ الجزْرة والعصا الّتي اتّبعتْها معه القارّةُ العجوز. ولتنفيذِ هذه الخيانة المؤجّلة تفاوضتْ ألمانيا (النّازيّةُ أمسِ واليومَ وغدا والذّراعُ السّياسيّة لشرطيِّ العالم و.م.أ)، بعد الانتفاضةِ المغدورة 2011 مع السّلطِ التّونسيّة على شراء إقليمٍ شاسع في الجنوب التّونسيّ لتوطينِ هؤلاء المهاجرين الوافدين باستمرار والمهاجرين المرحَّلين مِن مراكز الاحتجاز الأوروبيّة. وظلّ ينفّذ قانونَ سجن مَن يجتاز حدودَ بلادنا خلسة... واليومَ يكفي التّجوّلُ في ولايات تونس الكبرى وصفاقس والشّمال الغربيّ وغيرها كيْ ندرك حجمَ الكارثة الّتي باعتِ البلادَ وضيّعتِ العباد وصنّعتْ قنبلةً ديمغرافيّة ومأزقا أمنيّا وعبئا اقتصاديّا تنوءُ تونسُ بحمله.

± فوزيّة الشّطّي، تونس: 2025.3.28 ±


هناك تعليق واحد:

Faouzia Chatti فوزيّة الشّطّي يقول...

ولائي المطلق للحقيقة لا للأشخاص.