جمال الخاشقجي: اِغتيالٌ فابتزازٌ
ليس للدّولِ الغربيّة الاستعماريّة (بما
فيها تركيا الأردوغانيّة) المندّدةِ بعمليّة اغتيال الصّحفيّ-الإرهابيّ 'جمال الخاشقجي' (2018.10.02: في القنصليّة
السّعوديّة بإسطنبول التّركيّة) أيُّ حرصٍ على حقوق الإنسان ولا على حرّيّة التّعبير. إنّما تستغلُّ تلك
القضيّةَ كي تبتزّ النّظامَ السّعوديّ الفاسدَ المستبدّ أقصَى حدود الابتزاز:
المطلوبُ مِن آل سعود/صهيون، كي تُطوَى صفحةُ الاغتيال الشّنيع تلك (بتقديم
أكباشِ فداءٍ أو بتسجيلِ القضيّة ضدّ مجهول...)، أنْ
يدفعوا ثمنَ الصّمتِ الغربيّ على ما يُسمَّى في لغةِ الدّعاية السّياسيّة «انتهاكَ
حقوقِ الإنسان» دفعا سخيّا لامشروطا. أمّا المالُ والنّفطُ
فهما مِن تحصيلِ الحاصل: يُنهَبان بلا حسابٍ. وأمّا الأرضُ (النّاجعة
لمشروع 'إسرائيل الكبرى': مِن ذلك الجزيرتان المصريّتان اللّتان باعهما
الجنرالُ الماسونيّ العميل رغم أنفِ القانون والشّعب والتّاريخ...) فهي
الثّمنُ المدمِّرُ الّذي سيُسقِط جميعَ أوراق التّوتِ عن عورات 'آل منشار'.
ولأنّ العمليّةَ ابتزازٌ سياسيّ عظيمُ القذارةِ،
لم يَكشف الرّئيسُ التّركيّ اليومَ في خطابه المنتظَر (2018.10.23) عنْ
أيٍّ مِن تفاصيل جريمة الاغتيال. وما كان في نيّتِه أن يفعلَ. إنّما خوّفَ
الخصمَ ضمنيّا، وهدّدَه تلميحا لا تصريحا. ثمّ التزمَ مُهادنةَ المتواطِئ ولباقةَ
الحليفِ الاستراتيجيّ للمافيات العابِرة للقارّات وصفاقةَ العليمِ بالكواليس الدّاعشيّة
العفِنة.
على هذا الأساس لا شيءَ يمنعُ، عقلانيّا
وسياسيّا، أن يكونَ اغتيالُ 'الخاشقجي' جريمةً
مُفتعَلة نفّذتْها المخابراتُ الأجنبيّةُ (تركيّة،
صهيونيّة، أمريكيّة، إماراتيّة...) بكلِّ تلك البشاعة كي تَصدمَ الرّأيَ العامَّ
الدّوليَّ توريطا لآل سعود المنتهِيةِ صلاحيّتُهم واستِنزافا للبقرةِ الحلوب
حتّى يجفَّ ضرعُها ويضيعَ خبرُها.
مِن الغباءِ الكارثيّ أنْ يُعتبَرَ الخوضُ في احتمالٍ
كهذا دفاعا عنْ فاشيّةِ النّظام السّعوديّ أو تبريرا لجرائم الاغتيال السّياسيّ.
إنّ استعراضَ جميعِ الاحتمالات الممكنة سبيلٌ إلى تعريةِ ما تيسّر مِن حقائقَ
سياسيّةٍ دوليّة أضحتْ في قبضةِ الإمبراطوريّات الإعلاميّة التّضليليّة وتحت
هيمنةِ المؤسّسات المافيوزيّة الخارجةِ عن كلِّ قانون.
تونس: 2018.10.23
|
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
2018-10-23
جمال الخاشقجي: اِغتيالٌ فابتزازٌ
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق