إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2019-03-05

مقال: التّدخينُ في الأسبوع المغلَق


التّدخينُ في الأسبوع المغلَق
أتقدّمُ باستشارة قانونيّة إلى أهل التّعليم الثّانويّ التّونسيّ:
- هل يحقُّ لتلاميذ الرّابعة (باكالوريا)، أثناءَ الأسبوع المغلَق، أن يدخّنُوا أمام قاعة الامتحان تحت رقابة الأستاذ عندما تكون مدّةُ الامتحان ثلاثَ ساعات أو أربع؟!
- أنا أرفضُ التّدخينَ رفضا مطلقا لأسبابٍ صحّيّة وبيئيّة. لكنّي أعي جيّدا أنّ التّلميذَ الّذي أدمنَ السّجائر عاما كاملا على الأقلّ هو غير قادر (علميّا أيْ صحّيّا) على أن يمتنعَ عن التّدخين أكثرَ مِن ساعتين مسترسلتين. فهل يُحارَب الإدمانُ على التّدخين لدى النّاشئة بمجرّد أن نمنع الممتحَن مِن سيجارة تُعيد إليه تركيزَه المشوّش؟! أليس هذا 'الحلُّ' الاعتباطيُّ أقربَ إلى التّشفّي مِنه إلى العلاج؟!
- الاحتجاجُ بأنّ 'التّدخينَ ممنوع داخل المؤسّسات التّربويّة' يظلّ واهيا بل فاقدا لأيّ شرعيّةٍ ما دام الكبارُ، إداريّين وأساتذة وعملة، يسمحون لأنفسِهم بمخالفة هذا 'القانون' جهارا نهارا. فكيف ننتظرُ مِن النّاشئة أن يطبّقوا قانونا يخالفُه المؤتـمَنون على تنفيذه؟!
- إذا صار التّدخينُ ممنوعا 'قانونيّا' في الأسبوع المغلَق، فهل سيكون ممنوعا أيضا أثناءَ المناظرة الوطنيّة؟! أم سيُترَك الأمرُ لاجتهادِ الإدارة والأساتذة المراقبين كي يسودَ العنفُ وتعمَّ الفوضَى؟! مثالي على ذلك أنّه في دورة الباك الفارطة 2018 حصلتْ أمامي مشادّةٌ كلاميّة بين أساتذةٍ مراقِبين سمحُوا للممتحَنين بالتّدخين في الممرّ وآخرين رفضوا ذلك رفضا باتّا بحجّةِ أنّ التّدخينَ ممنوعٌ داخل المؤسّسات التّربويّة وبحجّةِ أنّ الوقتَ رمضان (شهر الصّيام). وسرعانَ ما طغتْ على هذا الجدلِ العقيم نزعتان عقائديّتان متصادِمتان: الأُولى ترفض المجاهرةَ بالإفطار أيّا كان الظّرفُ القهْريّ، والثّانيةُ تنتصرُ لحرّيّة المعتقَد بقطع النّظر عن الامتحان.
- أطالبُ وزارةَ التّربية بجوابٍ دقيق (منشور صريح العبارة) يضعُ حدّا للاجتهاداتِ العبثيّة ويمنع تدخّلَ بعض المديرين تدخّلا عدوانيّا في قاعة الامتحان دون وجهِ حقٍّ ودون أدنَى احترام للأستاذ المراقِب الّذي هو المسؤولُ القانونيُّ الوحيد على سيرِ الامتحان داخل القاعة.
أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي
تونس: 2019.03.05


ليست هناك تعليقات: