مرشَّحُ السّيستام
- الخبرُ مقدّس:
تابعتُ اليومَ جزءا مِن حوار إذاعيّ مع
زعيم أحد الأحزاب السّياسيّة. سألت المذيعةُ عن الخصال المطلوبة في رئيس
الجمهوريّة القادم. فأجاب الضّيفُ: «نظافة اليد وقوّة الشّخصيّة والالتزام بالقانون باعتبار أنّ الرّئيسَ موظّف
في خدمة الدّولة». قاطعتْه المذيعةُ شبهُ الأمّيّة
متحمّسة كَمن قبضَ على خناق الحقيقة: «أفهمُ مِن كلامك هذا أنّك تقصد وزيرَ الدّفاع؟». ردّ الضّيفُ بلباقة وهدوء: «لا أستطيع أن أجيبَ
الآن بنعم أو لا لأنّ وزيرَ الدّفاع لم يعلنْ بعدُ ترشّحَه رسميّا ولم يقدّمْ
برنامَجه السّياسيّ الّذي على أساسه يُقيَّم المترشِّح».
- التّعليقُ حرّ:
تحليلُ خطاب المذيعة يؤكّد أنّها لم
تطرح السّؤالَ الأوّل (عن خصال الرّئيس) إلاّ لكيْ تُوردَ التّعليقَ الجاهز سلفا (أو الّذي كُلّفتْ بتمريره أثناء المحاورة). أمّا التّعليقُ فيتضمّن مغالطة كبرى مفادها أنّه لا يوجد بين المترشّحين
للرّئاسيّة ولا في تونس قاطبة مَن يتحلّى بهذا الخصال القياديّة إلاّ وزيرُ
الدّفاع. زدْ على ذلك أنّ ردّةَ فعل الضّيف السّلسة قد أوحتْ لي بتواطؤ مكتوم:
بدا لي كأنّما 'يعرض تزكيتَه في سوقِ الانتخابات' خاصّة وأنّ حزبَه لم يرشّحْ أحدا للرّئاسيّات ومستعدٌّ لمساندة مَن يراه
مناسبا للمنصب. أي إنّ الضّيفَ والمذيعةَ يؤدّيان معا بانسجام كبير مهمّةَ 'التّضليل والتّسويق وسدّ الآفاق أمام النّاخبين'. كأنّما يقولان معا بدهاءٍ مافيوزيّ مروَّج دوليّا: «أيّها المواطنون، لا أملَ لكم إلاّ في انتخاب مرشَّح السّيستام»... بمثل هذه الخدعِ جرت الانتخاباتُ الرّئاسيّة الفرنسيّة الّتي نصّبتْ 'إيمانويل ماكرون' الرّوتشيلديّ على عرش فرنسا المستباحة.
فالمسرحيّاتُ الانتخابيّة المفبرَكة أثناء ما يُسمّى 'اللّعبة الانتخابيّة' لا تُحصى ولا تُعدّ. بل هي أقربُ إلى 'القانون العامّ' الّذي لا تشذّ عنه إلاّ قلّةٌ قليلة.
{ملاحظة:
المصابون بعقدة النّقص الحضاريّ تجاه 'السّيّد الغربيّ' سيشكّكون في سلامة مداركي العقليّة.
فكيف يحقّ لي، أنا المنتميةَ إلى حضارة القمع والتّخلّف والأمّيّة، أن أتجنّى على
'مهدِ الدّيمقراطيّة النّموذجيّة'؟!
فوزيّة الشّطّي
تونس: 2019.08.01
|
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
2019-08-01
مقال: مرشَّحُ السّيستام
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 11 تعليقًا:
لا للحكم العسكريّ أيّا تكنْ أقنعتُه:
https://mathaakoulo.blogspot.com/2019/07/blog-post_29.html
هل يعرف المكلَّفون بمهمّة التّسويق للفاشيّة العسكريّة "الوطنيّة جدّااااا"، حسْب زعمهم، أنّ "منقذَهم مِن الضّلال" هو المرشّحُ الّذي توافق عليه شقّا اليمين (الدّاعشيّ والمافيوزيّ) فيما يشبه اجتماعَ باريس 2013.08.15 لأهداف بعيدة المدى، أهمّها حمايةُ الأبله والإرهابيّين والمتهرّبين مِن كلّ محاسبة قضائيّة أو شعبيّة أو سياسيّة؟؟؟
أنا واثقة أنّهم يعرفون... لكنّهم يتفانون في أداء "واجبهم الإشهاريّ" بجهد جهيد وبضمير حيّ.
نزل اليومَ 2019.08.01 "خديمُ موزة قطرائيل" ضيفا سياسيّا ثقيلا على إحدى الإذاعات. أهمُّ ما قال عن برنامجه في السّياسة الخارجيّة: "يجب أن يكون لتونس حليفٌ قويّ بل قويّ جدّا حتّى يحميَنا مِن صراع الأقطاب الدّوليّة". ثمّ وضّح رأيَه قائلا: "عندنا حلفُ النّاتو الّذي تنتمي إليه أمريكا وكلُّ أوروبا الغربيّة"... الموظّفُ سابقا في "مركز دراسات العمالة" يستبله السّامعين عندما يوهم أنّ "الحليف القويّ" سيوفّر لنا الحمايةَ مجانا ولوجه الله. أمّا حقيقةُ مشروعه فهو أن يفتح تونس للقواعد العسكريّة الاستعماريّة وللمحطّات المخابراتيّة الجاسوسيّة بثمنٍ تعوّد أن يرى أسيادَه القدامى يقبضونَه... هو سائرٌ على منوال "سفّاحي الخليج" (لقبُ حكّام قطرائيل).
أبواقٌ محترفة: أغلبُ مَن انتصر لـ "عميل النّاتو" في انتخابات 2014، يساند الآن وزيرَ الدّفاع "مرشّح السّيستام" في انتخابات 2019.
أتفهّم جيّدا لوعةَ "الجوقة" العاملة لحساب مرشّح السّيستام-العصفور النّادر". هذا لأنّ انكشافَ الخدعة قبل التّصويت هو أشنعُ ما يمكن أن يتعرّض له عرّابُهم. ففي انتخابات 2014 عندما كتبتُ عدّة تدوينات عن التّحالف الخفيّ بين النّهضة والنّداء (وهذا ما تأكّد لاحقا أنّه أمر يقين بالحجج والشّهود)، هاجمني المئاتُ مِن قواعد الحليفيْن بأقذع الشّتائم في التّعليقات والرّسائل وبالتّبليغات الجماعيّة الممنهجة. بيد أنّ النّدائيّين قد أبدوْا تفوّقا ملحوظا على إخوانهم النّهضويّين. مِنهم مَن عرفتُه في المظاهرات والمسيرات المعارضة للتّرويكا. أذكر أنّي قضّيتُ وقتها عدّة أيّام ألاحق المعتدين بالحظر حتّى أمنعَهم مِن النّجاح في إغلاق صفحتي. نفسُ المشهد يُستعاد في انتخابات 2019.🤮🤮🤮
لِمَ تدّعي جوقةُ "مرشّح السّيستام-العصفور النّادر" أنّه مستقلّ؟؟ ألم يتقلّدْ عدّة مناصب في العهد التّجمّعيّ؟؟ ألم يكن وزيرا مع الحكومات الانتقاليّة ثمّ الإخوانيّة؟؟ أكان يستطيعُ التّعايش المهنيّ السّلميّ مع حمّادي تفجيرات لو كانتْ له صلةٌ بالاستقلاليّة السّياسيّة؟؟؟
عديدُ أعضاء "النّخبة" من الإعلاميّين والجامعيّين والنّقابيّين قد انخرطوا في الدّعاية لمن أسمّيه "مرشّح السّيستام الدّاعشيّ-المافيوزيّ" منذ موت السّبسي: بعضُهم من فصيلة المرتزقة الّتي تؤدّي دورا مأجورا كعادتها. لكنّ أغلبهم، حسب فهمي، مخدوعون في هذا "العصفور النّادر" ولم يفهموا شيئا مِن شناعة اللّعبة الإخوانيّة-الفاشيّة-الاستعماريّة. مِن هؤلاء مَن يطالب بحكم عسكريّ يمحق كلّ الحقوق القليلة المكتسبة، وأهمّها الحقّ النّقابيّ... عندما أقرأ تدوينات هؤلاء الحمقى الجاهلين بالشّأن العامّ، يصيبني الغثيان والإحباط. لذا ألغيتُ اشتراكي مِن صفحات عديد الأصدقاء المنخرطين في "خدعة السّيستام" عن وعي أو عن جهل. فقراءة ما يكتبون تدمّر الأعصاب وتقضي على ما تبقّى من الأمل في إنقاذ ما يمكن إنقاذُه.
🤮😟🤮
سؤال إلى مرتزقة الفاشيّة العسكريّة:
إذا كان الرّئيسُ الرّاحل قد بقي تحت مفعول التّخدير منذ الوعكة الصّحّيّة إلى أن تُوفّي، فمتى تمكّن مِن أن يكتب "وصيّة" لمرشّح السّيستام يورّثه فيها عرشَ تونس؟؟؟ وإن صحّ وجودُ هذه الوثيقة العجيبة، فما الّذي يمنعُ عرضَها على الشّعب التّونسيّ القاصر عن اختيار مرشّحه بنفسه والواقع تحت وصاية الأموات قبل الأحياء؟؟؟
"صبيانُ شيكاغو": هو لقبٌ ساخرٌ خُصّ به الاقتصاديّون التّشيليّون الّذين دُرّبوا في جامعة شيكاغو الأمريكيّة الخاصّة. ثمّ أُرسلوا لتطبيق الإصلاحات الاقتصاديّة المطلوبةَ (ليبراليّةٌ لامحدودة، تصفيةُ القطاع العامّ، إغراقُ البلاد والعباد بالدّيون، تدميرُ الإنتاج الصّناعيّ والفلاحيّ الوطنيّ...) في بلادهم "تشيلي" بعد الانقلاب الدّمويّ الّذي قاده الجنرالُ الفاشيّ "أوجستينو بينوشيه"، بدعم أمريكيّ مخابراتيّا وعسكريّا، ضدّ الرّئيس الشّرعيّ المنتخَب ديمقراطيّا "سلفادور ألندي". سُمّيتْ إصلاحاتُهم تلك "العلاجُ بالصّدمة"...
وهذا بالضّبط ما تروّج له الحكوماتُ العميلة المتعاقبة عندنا لمّا تنظّر لخطّة "الإصلاحات الموجعة" الّتي يُمليها عليها عرّابُها "صندوق النّقد الدّوليّ" الّذي هو قاطرةُ الاستعمار الحديث. والدّليلُ أنّه بعد "صدمة الإصلاحات" تلك خرجتْ دولةُ "تشيلي" مدمّرة تماما ومرهونة على مدى أجيال عدّة.😠🐸😠
تمثّل الانقلاباتُ العسكريّة (دمويّا أو صندوقيّا) إحدى الآليّات الحاسمة الّتي تلجأ إليها المحافلُ الماسونيّة العالميّة كي تفرض هيمنتَها الشّاملة الخانقة على الدّول المُعدَّة للذّبح: انقلابُ الجنرال "أوغستو بينوشيه" يومَ 1973.09.11 على الرّئيس الشّرعيّ "سلفادور ألندي" في التّشيلي نموذجٌ صادم لم يُدرسْ عربيّا كما يجب.
أعوانُ السّيستام حفّظوا الجوقةَ عبارة "رجل دولة" وكلّفوهم بترديدها في جميع المواقع والمناسبات بلا تفسير أو تحليل أو نقاش أو دليل على انطباق الصّفة على الموصوف... وهل يحتاج القطيعُ السّائر إلى حتفه إلى دليل على نجاعة سكاكين المذبح؟؟؟
(ملاحظة: القطيعُ الحيوانيّ يحدس بسوء المصير ويحسّ بوطأة الموت الآتي. أمّا القطيعُ الآدميّ فهو فاقد لقوّة الحدس هذه).😠🤮🧐
إرسال تعليق