أربعينيّةُ جون فونتان Jean Fontaine اِحتضنتْ
دارُ الكتب الوطنيّة التّونسيّة مساءَ الجمعة (2021.6.18)
أربعينيّةَ الفقيد المستشرق الفرنسيّ-التّونسيّ
"جون فونتان"
(هو تونسيُّ الإقامة والبحثِ العلميّ والانتماء
الإنسانيّ رغم عدم تمكينِه مِن الجنسيّة التّونسيّة لأسبابٍ سياسيّة).
عاش الفقيدُ بين: [1936.12.02-2021.5.02]. أيْ تُوفّي في سنِّ الخامسة
والثّمانين. اِفتتح
العازفُ التّونسيّ "محمّد عليّ الفقيه" هذا اللّقاءَ بمعزوفة على آلة الكلارينات الّتي
كان الفقيدُ يحبّها. شاركَ في تأثيث الأربعينيّة مديرةُ دار الكتب الوطنيّة "رجاء بن سلامة"
ورئيسُ ديوان وزير الثّقافة "يوسف بن
إبراهيم" ورئيسُ أساقفة تونس المونسنيور "إيلاريو
أنطونيازي" Ilario Antoniazzi ورئيسُ
جامعة منّوبة سابقا "شكري مبخوت" وبعضُ أصدقاء الفقيد، منهم: "محمّد جبّاسي"
و"زينب الشّارني". كان
الرّاحلُ "جون فونتان" قد أقسمَ عامَ 1962
أن يكونَ كاهنا وفيّا لله ولتونس. وقد وفى بقَسمه المزدوَج. درّس في البداية
مادّةَ الرّياضيّات في معهد "المنزه". تحصّلَ على الإجازةِ في اللّغة والآداب
العربيّة مِن كلّيّة الآداب التّونسيّة "9
أفريل" عامَ 1968.
وحازَ شهادةَ دكتوراه الدّولة مِن جامعة "إكس
إن بروفانس"
Aix-en-Provence الفرنسيّة عامَ 1977.
كانتْ بعنوان "الموتُ والانبعاثُ: قراءةٌ
في أدبِ توفيق الحكيم" Mort-résurrection: une
lecture de Tawfiq Al-Hakim. ألّف حواليْ عشرين كتابا طيلةَ إقامته في تونس الّتي تجاوزت
العقودَ الأربعة. كان أشهرُها ثلاثيّةً باللّغةِ الفرنسيّة عن تاريخ التّأليف في
تونس وقف بها عند عامِ 1998. بفضل هذا
البحث يُعدّ جون فونتان مؤرّخا للأدب التّونسيّ لكونه أوّلَ مَن اجتهد في إنجاز
تاريخ شامل له يضمّ أيضا تونسَ ما قبل الفتح الإسلاميّ. عُرفَ
عنه أنّه كان، طالبا وباحثا، صديقَ اليساريّين حتّى عندما ناصبتْهم السّلطةُ
العداءَ. ساند الرّاحلُ ضحايا "السّيدا" (مرض فقدان
المناعة المكتسَب) طيلةَ
خمسةَ عشرَ عاما. واهتمَّ بسجناءِ جنوب الصّحراء في السّجون التّونسيّة حواليْ
عشرِ سنوات. فحرص على زيارتهم وعلى العملِ همزةِ وصلٍ بينهم وبين عائلاتهم الّتي
لا تعلمُ شيئا عن مصيرهم. كان أيضا سندا لحقوقِ النّساء وقارئا جيّدا لعديدِ الكاتبات
التّونسيّات. وليس غريبا على قدّيسٍ متفلسف مثله أن ينتصرَ لحقوق الحيوان ويؤلّف
كتابَ "جُرْحُ الحِمَار" La blessure de l’âne الّذي فضح فيه إحدى أبشعِ طرائق "ترويض" هذا
الحيوان الأليف الخدوم الصّبور في بعضِ مناطق الشّمال الغربيّ التّونسيّ. وهي أن
يُحدث المالكُ جرحا غائرا في كتفِ الحمار يصير مع الزّمن قُرحا داميا مُعذِّبا،
يُسمّى "الدّبْرة".
كلّما تلكّأ الحمارُ، تعبا أو سهوا أو عجزا، وخزه صاحبُه بضربةٍ مُوجعة في الجرح
النّازف. فيهبّ المسكينُ هبّا مِن هولِ الوجع. لقد وثّق "جون فونتان" هذا
الإجرامَ البشريّ بالكلمة والصّورة، عسى أن يكونَ صوتَ مَن لا صوتَ له. كنتُ
حظيتُ بشرف محاورةِ القسّ الرّاحل في مقرّ إقامته بالكنيسةِ الإكليريكيّة
الصّغرى في "سيدي الظّريف" بعد تقاعده مِن إدارة مكتبة الآباء البيض "إبلا".
ونُشرت المحاورةُ في جريدة "عُرابيا" التّونسيّة بتاريخ 2012.4.15. فوزيّة
الشّطّي تونس: 2021.6.21 |
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
2021-06-22
أربعينيّةُ جون فونتان، المكتبة الوطنيّة، تونس: 2021.6.18
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
نصُّ المحاورة في موقع "أكاديميا":
https://www.academia.edu/41693354/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D9%85%D8%B9_%D8%AC%D9%88%D9%86_%D9%81%D9%88%D9%86%D8%AA%D8%A7%D9%86
إرسال تعليق