N مِن كوادرِ ضيعة
محروس N
يومَ الجمعة الفارط [2019.10.04]:
حاولتْ 'أستاذةُ' (ليستْ جديرةً بهذه التّسمية)
إحدى الموادِّ العلميّة أنْ تمنعني مِن التّدريس في القاعة المخصَّصة لي بجدول
أوقاتي، وهي مخبرُ فيزياء، بحجّة أنّ المخابرَ خاصّةٌ بأساتذة معيّنين. كيف
تصرّفتْ هذه المعربِدةُ؟
أنهتْ درسَها قبيْل العاشرة صباحا، استوقفتْ
تلميذتيْن لتفتحَ معهما حوارا طويلا امتدّ طيلةَ الاستراحة واستمرَّ بعدها بينما
كنتُ أنا وتلاميذي نقفُ أمامَ باب القاعة منتظِرين مغادرتَها. تجاهلتْنا عمدا
حتّى بعد أنْ دقَّ جرسُ الدّخول للمرّةِ الثّانية. طرقتُ البابَ لأسألَها، وأنا
أتمالكُ أعصابي: «أما زلتِ تدرّسين
في هذه القاعة؟»، رغم أنّي أدركُ أنّها تتعمّدُ استفزازي لتجبرَني
على الرّحيلِ بحثا عن قاعةٍ أخرى. أجابتْ ببرود مفتعَل: «لا. لكنّي مطالبةٌ
بأن أغلق هذه القاعةَ بالمفتاح لأنّها تحوي أدواتٍ هامّةً وخطرة». أفهمتُها أنّي
لم أخترْ هذه القاعةَ بمحض إرادتي وأنّي ما كنتُ لأدرّسَ فيها لو وُجدتْ قاعةٌ
عاديّة شاغرة. وما دامتِ الإدارةُ قد عيّنتْها لي في جدولي ولم تمنحْني مفتاحا
لغلقِها فهي الّتي تتحمّلُ مسؤوليّةَ ما يمكن أن يحدثَ مِن تخريب... كانت 'الأستاذةُ' قد نشرتْ
أدواتها على طولِ الطّاولة وكتبتْ على السّبّورتيْن معا. وظلّتْ تتباطأ بشكلٍ
اسفزازيّ وقِح كي تخرجَني عن طوْري. شرعتُ أمحُو السّبّورةَ بنفسي، ورفعتُ صوتي
قائلة: «عندي درسٌ ضاع الكثيرُ مِن الوقتِ المخصَّص له». ثمّ طلبتُ مِن
تلاميذي المصطفِّين منذ زمنٍ أن يدخلوا. وقتها فقط اُضطرّت 'الأستاذةُ' إلى المغادرة...
ثمّ علمتُ أنّها ذهبتْ إلى الإدارة لتحتجَّ على التّرخيصِ لي ولغيري مِن غير
المختصّين في مادّتها بالتّدريس في 'قاعتها'.
إلى هذا الشّيءِ
المسمَّى 'أستاذة' أقول:
- المخابرُ قاعاتٌ مختصّة، لكن تصير عاديّةً بمجرّد الحاجة إليها.
- في أغلبِ المؤسّسات التّربويّة تُفتَح المخابرُ لغير المختصّين في
الموادّ العلميّة حرصا على حقّ التّلاميذ في تلقِّي الدّروس وعلى حقّ المدرّسين
في جداول معقولة.
- أن تعطيَك الإدارةُ مفتاحا لغلقِ القاعة لا يعني أنّها أعطتْك «شهادة ملكيّة» لها بمقتضاها
تمنعينني مِن دخولها.
- إن كنتُ لم أجبْك بما تستحقّين قولا وفعلا فذاك احتراما لوجودِ التّلاميذ
لا احتراما لشخصِك القبيح الدّنيء الملوّث.
- جرّبي أن تمنعيني ثانيةً مِن أداء عملي في الوقت القانونيّ المخصَّص له،
وسأجعلُك تفرّين بجلدك وتتأدّبين مرّةً وإلى الأبد.
إنّ وعدَ الحرّ(ة) دينٌ. وشتّانَ
بين رهطِك التّافه السّاقط المتعملِق وبين السّادةِ الأحرار.
فوزيّة الشّطّي
تونس: 2019.10.06
|
صورةٌ مِن النّات
هناك تعليق واحد:
في ضيعة محروس ترتع "العصابةُ الأستاذيّة-اللإداريّة" كما يرتع الجرذانُ في البلاد.
إرسال تعليق