إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2012-01-27

إلى جيشنا الوطنيّ


إلى جيشنا الوطنـيّ

نعترف أنّ جيشنا الوطنِيّ بموقفِه الحكيم أثناءَ بلوغ الثّورة التّونسيّة أوجَها قد أنقذنا جميعا من مأساةٍ حقيقيّة على النّمط اللّيبِيّ أو السّوريّ. في هذين البلدين الشّقيقين وقف الجيشُ في صفِّ الطّغاة بلا قيدٍ أو شرط. هذا الاعترافُ لا يتناقضُ مع اعتقادِنا بأنّ موقفَ المؤسّسةِ العسكريّة مِن تصريحات السّيّد «فرحات الرّاجحي» جاء أعنفَ مِمّا توقّعنا حتّى كاد يزرعُ الشّكَّ في قلوبنا. المطالبةُ برفعِ الحصانة القضائيّة عنه ثمّ السّعيُ إلى مقاضاتِه ذكّرانا بسياسةِ التّنكيل الّتي انتهجها رموزُ النّظام السّابق. شدّةُ الإنكار أكسبتِ "الاتّهامَ" صِدقيّة أكثر مِمّا كانت له قبلا. الإقالةُ الثّانية قوّتْ حجمَ التّعاطف الشّعبِيّ معه. صِرنا نعتبره مِن أهمِّ ضحايا المرحلةِ الانتقاليّة المرتبِكة الّتي يكبّل استبدادُ الأمس قدميْها وتشدّ ديموقراطيّةُ الغد على يديْها. أمِنْ مصلحةِ الجيش الوطنِيّ الّذي تَتنازعه أخطارٌ في الدّاخلِ والخارجِ أن يُتّهَم صراحةً أو ضِمنا بمصادرة «حقّ التّعبير عن الرّأي»؟ وهل مِن مصلحةِ شعبنا أن تَهتزّ ثقتُه في جيشه؟ حتْما لا. إذن لِم كلّ هذه الزّوبعةِ؟ لستُ أدري.
فوزيّـة الشّـطّي
تونس: 2011.06.01

ليست هناك تعليقات: