الغزوُ
الخليجيّ الأجيرُ
أقدّمُ أخلصَ التّعازي للحلفاءِ 'المملكة العربيّة السّعوديّة' و'الإمارة القطريّة' و'الكيان الصّهيونيّ' على تهشُّم النّظام المصريّ رابعِ الأثافي. وأخشَى ما أخشاه أن تخرج علينا الثّورةُ المضادّة
بنسخةٍ مشوّهة من 'حسني
مبارك' أو 'زين
العابدين بن عليّ' أو
أحدِ أقرانهما [لا أذكرُ العقيدَ 'معمّر القذّافي' احتراما لموتِه الدّامي المهين للذّات البشريّة].
تمتلك
أنظمةُ النّفطِ من قوّة المال ومن فتنةِ السّلطان الحادِث ومن عَماء البصيرة
السّياسيّة والتّاريخيّة ما يجعلها ترتكبُ كلَّ الجرائمِ والحماقات كي تنقذَ
العرشَ من أيِّ هزّة غيرِ مضمونة العواقب. لقد نَفشتِ التّيّاراتُ الإسلاميّة
ريشَها وتنمّرتْ لقطفِ ما أينع من ثمارِ الثّورات الشّعبيّة الّتي لم تساهمْ فيها
بشيء. ها هي تستوطنُ الشّوارعَ وتُحرّم الفنونَ وتروِّع أعداءَ الأمس واليوم
وخصومَ الغدِ الـمُحتمَلين. أليس نشرُ الاستبدادِ والتّخلّف هو أجلُّ خدمةٍ
يُقدّمها أعوانُ المملكةِ وسدَنةُ الإمارةِ 'للإمبراطوريّة الأمريكيّة المتوحّدة' [كما يسمّيها المفكّرُ الحرّ نعوم
تشومسكي] ولذراعِها الطُّولَى في 'الشّرقِ الأسيرِ': المافيا الصّهيونيّة؟ !
ما كانَ العدوُّ الخارجيّ ليعبثَ بحقوقنا التّاريخيّة لو لم
يكنْ أعداءُ الدّاخل لنا بالمرصاد: يقلّمون أظافرَنا، يزرعون الإرهابَ الوبائيّ في
تربتنا، يسمّمون أحلامَنا في غدٍ أكثرَ عدلا وحرّيّة وإنسانيّة. ثمّ يَـجنون
الفُتاتَ.
فوزيّـة الشّـطّي
تـونس: 2011.05.06
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق