إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2019-07-14

مقال: الهجمةُ على العلوم الإنسانيّة


Mالهجمةُ على العلومِ الإنسانيّةM
المافيا الدّوليّةُ (الماسونيّة-الصّهيونيّة) الحاكمةُ في الشّعوب شرقا وغربا، شمالا وجنوبا مِن وراء ستارِ حكوماتٍ عميلة مُنصَّبة، تهجمُ جَهارا على العلومِ الإنسانيّة (الفلسفة، علم النّفس، علم الاجتماع) هجمةَ التّصفية الممنهَجة في تونس والبرازيل واليابان وغيرها مِن الدّول... والدّليلُ إلغاءُ تدريس هذه الموادّ بقرار 'سياسيّ' (أي: مافيوزيّ) مفاجئ أو تعويضُها بموادّ أخرى ليس فيها مِن العلم ومِن الإنسانيّة إلاّ بقدر ما في الشّعوذةِ وقراءةِ الكفّ واستحضار الجنّ. وهذا حالُ ما يُسمَّى زورا وبُهتانا 'التّنمية البشريّة'.
سببُ الهجمة التّصْفويّة أنّ العلومَ الإنسانيّة أثبتتْ أنّها صمّامُ الأمان ضدّ غسيل الأدمغة وأنّها مضادٌّ حيويّ ضدّ الدّعوشة وما شابهها مِن 'الابتكارات' الاستعماريّة المصنَّعة على المقاس. ولكونِ 'حكومة العالم الخفيّة' تلك تحتاج قطيعا بشريّا شبهَ آليّ لا يفكّرُ ولا يجادل ولا ينقد ولا يحتجّ ولا يثور، فقد شرعتْ تدمّر كلَّ نقاط القوّة الكامنة في التّعليم كيْ تدمّرَ العقل المتعلِّم والعالمَ على السّواء. سلاحُها الأعتى في ذلك نوعان: أوّلُهما الآلةُ الإعلاميّة الجبّارة الّتي تزوّر الحقائقَ وتنشر البذاءةَ والقبح والميوعة والإلهاء وتزيّف الوعيَ الجماعيّ بالذّات وبالواقع... ثانيهما الأعوانُ المحلّيون 'المنتخَبون ديمقراطيّا' (في المجالات السّياسيّة أو الإعلاميّة أو النّقابيّة أو الأكاديميّة أو الإداريّة أو القضائيّة...) الّذين ينفّذون التّعليمات بأمانة ويروّضون الرّأيَ العامّ المحلّيّ بدهاء ويتلقّون الصّدمات والكدمات نيابةً عن أسيادهم-أولياءِ نعمتهم المنشغِلين بمراقبة الأحداثِ في العتمة بعيونٍ لا تنام. كلُّ مزيّة بثمنٍ معلوم سلفا: أُنصّبكَ على رقابِ الرّعيّة، بموافقتِها أو رغم أنفها، شرطَ أن تنفّذَ برنامجي الشّموليَّ البعيدَ المدى الأكبرَ مِن قدرتك على الفهم والاستيعاب.
ولأنّ السّلطةَ، كلَّ سلطة، تُغري المتسلّقين وتُسيل لعابَ الانتهازيّين وتثأر لفائضِ عُقد النّقص، نرى المافيا الدّوليّةَ تتقدّمُ بخطًى عملاقةٍ في تنفيذ برنامج الدّمار الشّامل لكلّ مقوّمات الإنسانِ-المواطِنِ فينا: تفعلُ الدّميةُ 'الماكرونيّة' الرّوتشيلديّة في فرنسا ضدّ الفرنسيّين ما تفعلُه 'حكوماتُ الرّبيع العبريّ' في تونس ضدّ التّونسيّين أو العميلُ اليمينيُّ المتطرّف 'بولسونارو' في البرازيل ضدّ البرازيليّين أو النّازيّةُ 'ميركل' في ألمانيا ضدّ الألمان خاصّة والأوروبيّين عامّة... والقائمةُ تطول.
عندما ندرك أنّ أولئك ليسوا حكّامَنا وليسوا مِنّا وإلينا، يخفّ مفعولُ الصّدمة ويرتفع منسوبُ الوعيِ: الوعيِ بأنّ الشّعوبَ جميعَها واقعةٌ في نفس الفخّ الّذي يُدارُ بحنكةٍ وسلاسة وسرّيّة. والدّليلُ المؤلم أنّ أغلبَ (أو كُلَّ) مَن جدّ في كشفِ 'اليد الخفيّة' وفضحِ مُسيِّريها وتفكيكِ مخطّطاتها تمّت تصفيتُه لإسكاتِه نهائيّا دون أن يقعَ القتلةُ المحترفون في قبضة العدالة. حسبُنا أن نذكر: السّياسيَّ الأمريكيّ 'جون كينيدي' John Kennedy، الكاتبَ الرّوسيّ 'شيريب سبيريدوفيتش' Cherep Spiridovich، الصّحفيَّ الكنديّ 'سيرج موناست' Serge Monast، الكوميديَّ الفرنسيّ 'ميشال كولوش'Michel Coluche ، المؤرّخَ الهنغاريّ 'آرثر كوستلير' Arthur Koestler...
فوزيّة الشّطّي
تونس: 2019.07.13

مدينةُ المنستير، عدسةُ: فوزيّة الشّطّي

ليست هناك تعليقات: