أنا أساند سنية
الجبالي وبسمة المحمودي
زرتُ اليومَ (2019.07.08) في
مقرّ "الرّابطة التّونسيّة للدّفاع عن حقوق الإنسان"
بالكوليزي المواطنتيْن "سنية الجبالي" و"بسمة المحمودي" المضربتيْن عن الطّعام منذ (22)
يوما. وذلك نضالا مِن أجل الحقّ في العمل الكريم أي الحقّ في الحياة.
-
سنية الجبالي: درستْ بعد الباكالوريا سنتيْن اختصاصَ
الإعلاميّة. وهي تعاني مع إخوتها السّبعة مرضَ "الأبْطن" (الحساسيّة
لمادّة القلوتين الموجودة في القمح). يتطلّب هذا المرضُ المزمن حِـمْية مُكْلفة
جدّا بالنّسبة إلى أيّ موظّف، فكيف بامرأة عاطلة عن العمل ليس في أسرتها أيُّ مورد رزق قارّ؟؟
-
سنية الجبالي:
طُردتْ مِن القطاع الخاصّ بعد خدمة سنوات، بسبب نشاطها النّقابيّ الّذي "أحرج" البيروقراطيّةَ
الشّنيعة الحاكِمة بأمرها في المنظّمة الشّغّيلة. وهذا ما جعل "المؤتـمَنين" نظريّا
وأخلاقيّا وقانونيّا على الدّفاع عن حقوق العمّال يتخلّوْن عنها بل يمنعون
المسؤولين الآخرين مِن المساعدة في حلّ أزمتها. أهو الانتقامُ والتّشفّي؟؟؟
ربّما.
-
بسمة المحمودي:
حائزةٌ على الإجازة في الحقوق منذ عشر سنوات. وهي يتيمةُ الأبويْن ولا تملك
مسكنا قارّا يحميها ولا عملا يصون كرامتَها.
عندما لمتُ
المضربتيْن على اللّجوء إلى هذا السّبيل النّضاليّ المعذِّب للنّفس، قالت لي
سنية: «حتّى لو علّقتُ الإضراب لن آجدَ ما آكل. فطعامي
غالٍ جدّا. ولا مالَ عندي لأقتنيَه».
لأنّي ما عدتُ
أثق، إلاّ قليلا، في الأحزاب المعارضة المهووسة بالوصول إلى سدّة الحكم ولا في "المنظّمات
الوطنيّة" المتحالِفة كما كانتْ دوما مع الأجهزة الفاسدة
الحاكمة، فإنّي أوجّه إلى المواطنين التّونسيّين الدّعوةَ كي يتضامنوا بما
استطاعوا مع سنية وبسمة: تعريفُ الرّأي العامّ بقضيّة المضربتيْن وإحراجُ
المسؤولين المتنصّلين عمدا مِن مهامّهم هو أكبرُ دعم تحتاجُه سنية وبسمة.
كلّنا نعلم أنّ
النّقصَ الحاصل في القيّمين والموظّفين الإداريّين بالمؤسّسات التّربويّة على
سبيل المثال يُعدّ بآلاف مواطن الشّغل.
فـلمَ نسدُّ بعضَ الشّغور بمثل هؤلاء الكادحات؟!
فوزيّة الشّطّي
تونس: 2019.07.08
|
سنية الجبالي
بسمة المحمودي
عدسة: فوزيّة الشّطّي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق