أسَـفٌ
أسَفٌ بكِ عليكِ كأَسَى الثّكلَى راعَها احتِضارُ وليدِها البِكرِ الجمِيل، كَأسَى الغريقِ يَشدُّه القاعُ إليه و عيونُ الخلْقِ ترقبُه و لا تجودُ، كَأَسَى الطّفلِ الشَّريدِ تَلفَظُه العيونُ و تُفزِعُه الأيادِي و تُجرِّحُه الألسِنةُ و لا ذنْبَ إلاّ رِقّةُ النّفسِ و الجسدِ، كَأَسَى العاشقِ تَجُوعُ روحُه و تَعْرَى و تعْتلُّ يَأسا مِن رِضا حبيبٍ جَحُود نَفُور، كَأَسَى الحالِم الّذي اتّخَذَ الْجُمُوحَ مطِيّةً تنهلُ من الأرضِ فَوْرتَها و من السّماءِ مِنْعتَها فلا تَحطُّ الرِّحالَ و لا يسترِيحُ الْمُحاربُ...
بِكِ عليكِ من الأسَى ما يُقِيل اللّغاتِ عجْزا و يُخرِسُها كَمَدا، بل ما يُثقِلُ المكانَ فيمُورُ و يُثقِل الزّمانَ فتخْتلُّ أوزانُه. بكِ عليكِ ما لا يُقالُ، و إنْ تسمَّى ألغزَ.
فوزيّـة الشّـطّي
تونس: 2000.08.26
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق