مِنّي ... إِلَيْكِ
[نُشِرتْ
في مجلّة 'الوطن
العربيّ': 1999.08.27]
الإهداء:
إلى الملكةِ 'فيروز'
المطربةِ العربيّةِ، حُبّا وامتنانا وإكْبارا.
بَلاَبِلُ هَذَا الزَّمَانِ اسْتَقَالَتْ
وَحَطَّتْ سُجُودًا عَلَى مِنْكَبَيْكِ
شَحَارِيرُ هَبَّتْ أَبَابِيلَ طَوْعًا
لِتُلْقِيَ أَوْتَارَهَا فِي ثَرَى كَفَّتَيْكِ
طُيُورُ الْجِنَانِ تَخَطَّتْ طُقُوسَ الْمُقَامِ
إِلَى السِّحْرِ آبَتْ حَلاَلاً تَفَيَّضَ مِنْ شَفَتَيْكِ
إِلَى سِرْبِ هَذِي الْحَوَارِي انْتَمَيْتُ
وَسَبْحًا
بِأَبْحُرِ دَمْعِي الْهَوِيِّ أَطِيرُ إِلَيْكِ
s s s
أَفَيْرُوزُ! كَمْ
خَفَّفَ الْوَطْأَ عَنِّي صُدَاحٌ أَوَابِدْ
وَكَمْ
جَالَسَتْنِي عُيُونُ الْمَهَاةِ وَنُعْمَى يَدَيْكِ
وَكَمْ آهَةً أَثْقَلَتْنَا
دُهُورًا تُسَلُّ نِيَابًا عَلَيْنَا
وَكَمْ دَمْعَةً
مِنْ عِقَالٍ سُرُوحًا عَلَى كَتِفَيْكِ
وَقَفْتِ عَلَى
رُكْحِ هَذَا الزَّمَانِ الْمُبَاحِ
رَسُولاً أَمِينًا
يُلَبِّي النِّدَاءَ السَّمِيَّ وَيُوحَى إِلَيْكِ
وَقَفْتِ مَلاَكًا
جَسُورًا كَسَيْفٍ أَنُوفًا كَخَيْلٍ
مَنَارَةَ هَدْيٍ
تَضُمُّ الْحَزَانَى إِلَى خَافِقَيْكِ
بِخَصْلاَتِ شَعْرِكْ
نَسَجْنَا حُصُونًا لِيُتْمِ الْيَتَامَى
بِصَوْتٍ تَصَادَى
رَأَيْنَا الْبِلاَدَ تُشَكَّلُ فِي وَجْنَتَيْكِ
بِهَزَّةِ نَبْرٍ
تَفِرُّ انْكِسَارَاتُ نَفْسٍ خَذُولٍ
فَتَجْدُو
الْأَمَانَ وَنُورَ الْيَقِينِ عَلى ضِفَّتَيْكِ
s s s
أَفَيْرُوزُ!
حَتَّى الْكَلاَمُ اسْتَقَالَ عَنِ الْبَوْحِ فَقْرًا
فَشَدْوُكِ ضَمَّ
الْبَلاَغَةَ فِي رَاحَتَيْكِ.
فوزيّة الشّـطّي
تونس: فيفري 1999
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق