العربيّةُ في مَهبِّ الرّيح
نُشر في جردية "الشّعب" التّونسيّة، عدد: 979، بتاريخ: 2008.07.19
نُشر في جردية "الشّعب" التّونسيّة، عدد: 979، بتاريخ: 2008.07.19
يتناول مقالي منزلةَ العربيّة الفصحى في مجالات علميّة وثقافيّة ببلادنا. واخترتُ أن أبدأ بنماذج منتقاة أعتبرها عميقةَ الدّلالة رغم قلّة عددها ونسبيّة الاستنتاجات الّتي تمخّضت عنها.
1- اللّقاءات الدّوليّة للفيلم الوثائقيّ بتونس [دورة 2008]:
أُقرّ بأنّ هذه التّظاهرة الثّقافيّة – الإعلاميّة مكسبٌ لا جدال في قيمته وفي ضرورته وفي تأخّره عن ميعاده. أمّا المأخذ الرّئيسُ الّذي أقف عنده فيتّصل بحضور اللّغة العربيّة في هذه الدّورة. لقد جاءت وثيقةُ البرمجة غنيّة أنيقة منظَّمة، تضمّنت قاعات العرض وأوقاته وملخَّصات للأفلام الطّويلة وتعريفات بالمخرجين. جاء كلُّ ذلك باللّغتين الفرنسيّة والأنقليزيّة. وخلتْ وثيقةُ البرمجة من أيّ كلمة عربيّة عدا اسمَ التّظاهرة على الغلاف الخارجيّ الّذي كُتِب بخطّ أصغر بكثير من مقابله الفرنسيّ. فبدا كما لو أنّه عنوانٌ فرعيّ له وليس مقابلَه النِّدَّ.
لَم تُراعِ الهيئةُ المنظِّمة لهذه «اللّقاءات»، وهي تُقصي لغتَنا الأمّ، انتماءَنا إلى بلاد يُقرّ دستورُها بأنّ العربيّة هي لغتها الرّسميّة. ولَم تُراعِ حضورَ فئة من الجمهور ربّما تجهل هاتين اللّغتين الأجنبيّتين أو تفهمهما بصعوبة. ولَم تُراعِ حضورَ الأفلام الوثائقيّة النّاطقة بالعربيّة والمدرَجة في الدّورة. وأجزم، دون أن يرفّ لي جفنٌ، بأنْ لا مبدأَ ثقافيّا أو قانونيّا أو أخلاقيّا يبرِّر هذا الإقصاءَ الفاضح. فحتّى النّقاشاتُ والتّكريمات كانت بالفرنسيّة. وفي سهرة الاختتام ودّعتنا الهيئةُ المنظِّمة بفرنسيّة رشيقة نطقا وتعبيرا أوّلا ثمّ بدارجة متعثِّرة معتلّة ثانيا. ولَكُم أن تنظروا في التّرتيب التّفاضليّ وفي المفارقة بين لغة ولهجة.
فكيف لوزارة الثّقافة والمحافظة على التّراث أن تصادق على وثيقةِ برمجةٍ ليس فيها من العربيّة سوى عنوان ضئيل هزيل حضورُه "الشّرفيّ" يُهين أكثر ممّا يدفع لومةَ لائم.
2- النّدوة العلميّة العالميّة في ملتقى قرطاج الدّوليّ 2008 حول العنف:
أغلب من واكب هذه النّدوةَ هم من المهتمِّين بالإعلام والثّقافة والبحث العلميّ. خلال النّقاشات تدخّل بعضُ الحاضرين بالدّارجة لأنّهم لا يُتقنون الفصحى ولا حتّى الفرنسيّة. وهذه أمّـيّةٌ مضاعَفة زادتها الجرأةُ صلابة. فهؤلاء المتدخّلون تجاهلوا سخريةَ الجمهور وامتعاضَه ولَم يُخامرهم أيُّ إحساس بالحرَج وهو يُجادلون مسائلَ فلسفيّة ودينيّة وسياسيّة بلغة المقاهي الشّعبيّة. لستُ أحقّر هذه الأماكنَ، وحاشا أن أفعل ذلك. إنّما المقصود أنّ مستويات التّعبير في كلّ لغة تتنوّع بتنوّع المواضيع والمقامات. فالدّارجة هي لغة اليوميّ المعيش بالأساس، وتظلّ الفصحى لغةَ الخطاب العلميّ.
3- وسائلُ الإعلام المسموعةُ والمرئيّة:
أوّلُ مثال أقف عنده هو «قناة 21». فهي تبثّ برنامجا وثائقيّا مهمّا يعرِّف بالمواقع الأثريّة التّونسيّة. وتحرص مقدّمةُ البرنامج على أن تكون المادّةُ الإعلاميّة والمحاوراتُ الشّفويّة بالدّارجة.
أليس من حقّ النّاشئة الّتي تدرس التّاريخَ في المدارس أن تستفيد استفادةً مكتملة من هذا البرنامج: فتعرف بلدَها وتُنمّي زادَها اللّغويّ في الآن نفسه؟! أليس من حقّ المتفرّج العربيّ والأجنبيّ الّذي يتقن الفصحى أن يتابع هذا البرنامج؟! أم إنّ مُعِدّي هذه الحصّة يُراهنون على أنْ لا أحدَ يشاهدهم غير من فاته ركبُ الدّراسة أو عَدِمَ الهوائيّات؟!
تبثُّ نفسُ القناة مجلّة إخباريّة هي «وقيّت حلو». بالدّارجة تُقدَّم الكتبُ، وبالدّارجة تُنقَل النّدواتُ العلميّة، وبالدّارجة تُزار المعارض التّشكيليّة. وحتّى إذا كانت المادّةُ الإعلاميّة مكتوبة "بما يُشبه الفصحى"، قرأها المذيعون قراءةَ الدّارجةِ. فيُهملون كلَّ قواعد الوصْل، ويُسقطون الحركات الأخيرة جميعَها بما فيها الضّروريّة لسلامة المعنى وضمان الفهم.
على مستوى الأداء نلاحظ أنّ مقدِّمي البرامج الإذاعيّة والتّلفزيّة [نخصّ الشّبابَ منهم بالأساس] يسترسلون في طِرادات [أي المخاطَبات الطّويلة] بلا فواصل ولا نقاط ولا تنظيم دقيق للمادّة الإعلاميّة المَقُولة. حتّى كأنّ بعض هذه الطِّرادات من قبيل "الهذيان" [أعتذر عن هذا التّشبيه، لكنّي لا أجد مُرادفا أنسب]. إذ يوهمك المذيعُ(ة) بأنّ مادّتَه غزيرة تكاد تفيض عليه وعلى السّامعين. ويظلّ يُحاصرها بالتّعبير المنفلت من كلّ قيد أو شرط. فيكرِّر المعلومةَ بلا إفادة، ويسأل محاورَه ليُجيب مكانَه. وإذا فتّشنا عن «جملة مفيدة» [بالمعنى النّحويّ العميق للكلمة] في تلك الطِّرادات سنكون كمن يبحث عن إبرة في كَوْمَة قشّ. ما قيمةُ تراكم العبارة وتضخُّمها إذا عجزت عن أداء وظيفة الإبلاغ والإفهام على الوجه الأكمل؟!
أمّا البرامج الّتي تدّعي أنّها موجَّهة إلى الشّباب فتبدو كما لو أنّها تفترض الجهلَ والمَيْعَةَ والاستهتار... في هذه الفئة من الجمهور، والحالُ أنّها صفاتٌ تتوزّع بعدل كبير بين كلّ الفئات العُمريّة. الفرق بين الشّباب وغيرهم يكمن، حسْب رأيي، في مدى وضوح هذه الصّفات ومدى علانيّتها لا في وجودها أو عدمه. هي برامجُ تجتهد لتُقنع الشّبابَ بأنّهم على تلك الخصال فعلا، وإن لَم يكونوا كذلك فَلْيُراجعوا أنفسَهم ولْيلْحقُوا بالرّكب ركضا قبل أن يفوتهم قطارُ "المدنيّةِ – الأمّـيّةِ".
تخيّلوا معي حالَ قنواتنا التّلفزيّة الثّلاث لو حذفنا منها برامجَ الأطفال والمسلسلات التّاريخيّةَ أو الرّومنسيّة والبرامجَ الوثائقيّة المدَبلَجة بالعربيّة الفصحى في الشّرق العربيّ. سيكون الباقي، عدا بعضَ الاستثناءات، أفرغَ من فؤاد أمّ موسى. إنّ التّدقيق في لغةِ «جيمي نيوترن» [برنامجُ صور متحرّكة موجَّه إلى الأطفال ناطقٌ بالفصحى مدبلَجٌ في الشّرق العربيّ] تعبيرا ونطقا وأداءً، أو لغةِ «أطرفُ الحيوانات في العالم» [برنامجٌ شبهُ وثائقيّ ناطق بالفصحى مدبلَج في الشّرق] يجعلني أخجل حقّا من المستوى اللّغويّ الضّحل الّذي تعانيه برامجُ الأطفال التّونسيّةُ. لكنّه خجلٌ مَشُوب بالغيْرة على الإنتاج الإعلاميّ الوطنيّ: بماذا يفوقنا الشّرقُ العربيّ حتّى يُتقن الفصحى إتقانا جميلا نعجز نحن عن الاقتراب منه ولو قيدَ أنْمُلةٍ؟! أنا مضطرّة إذن إلى أن أحمد اللّه صباحَ مساءَ على أنّ أغلب برامج الأطفال مستورَدة ومدبلَجة في الشّرق. أمّا الصّامتةُ منها فقد كفتنا شرَّ القتال!
بناءً على ما سبق يكون للنّفورِ من الإعلام الوطنيّ مبرّراتٌ كثيرة. فهو إعلام لا يجد فيه المثقّفُ طِلْبتَه ولا المواطنُ المتوازن نفسيّا وذهنيّا متعتَه وحاجته ولا تجد النّاشئةُ فيه ما يُغني أحلامها المُجنِّحة ويُخفّف همومها الملتبِسة. وقد تطوّر النّفورُ عند أسرٍ عديدة، فصار قطيعةً. وهنا مكمنُ الخطر. من الأدلّة على ذلك أنّي حضضتُ مرّة تلاميذي على متابعة سلسلة حوارات مع الأديب الرّاحل «محمود المسعدي» تبثّها «قناة 21». فهبُّوا مستغربين هبّةَ رجل واحد، ثمّ قالوا لي بالإجماع: «ولكنّنا لا نشاهد تونس، يا أستاذة!». وعبارة "تونس" في هذا السّياق مجازيّة تطلق الجزءَ وتريد الكلَّ. وهم يعنون بها القنوات التّلفزيّةَ الثّلاث بلا استثناء.
4- اللاّفتات التّوعويّة:
هذا نموذجٌ يُثبت أنّ استعمال الدّارجة تجاوز المشافهةَ إلى الكتابة. تكتسح اللاّفتاتُ التّوعويّة شاشةَ التّلفزة والشّوارعَ والأماكنَ العموميّة. حتّى إنّنا نقرأ على حواسيب "المكتبة الوطنيّة" ما يلي: «ما تخلّيش الحاسوب في حالة يقظة، إطفيه قبل ما تخرج، حركات يفيدوك ويفيدو غيرك». كمْ عسيرٌ أن تُعوَّض هذه الجملُ القصيرة الثّلاث بأخرى فصيحة! ربّما احتاج كاتبُها إلى نجدة "الجاحظ" أو إلى إسعافات أوّليّة من قبل "سيبويه" أو إلى جراحة فوريّة على يديْ "التّوحيديّ" حتّى يصل إلى نصّ عربيّ يلائم المعنى النّبيل الّذي يروّجه وينسجم مع المقام الّذي هو فيه. هل يدلّ هذا الخطابُ على وعي مُنتجي اللاّفتات التّوعويّة بالأمّـيّة المستفحِلة حتّى في صفوف أصحاب الشّهادات العليا من الطّلبة والأساتذة الباحثين؟ أم هو مساهمة بسيطة من المؤسّسة المؤتمَنة على العلم والمعرفة في ترويج هذه الأمّـيّة؟ إذا كان العذرُ في ذلك هو تبسيط المعلومة فإنّ من تعلّم القراءةَ والكتابة تعلّمهما بالفصحى لا بالدّارجة. لذا فالعذرُ الّذي يدّعون واهٍ كلَّ الوهْيِ وهو أقبح من ذنب سحب البساط من تحت أقدام الفصحى.
اِنطلقنا من نماذج منتقاة ومتنوّعة لنطرح تساؤلات أعمَّ منها:
*- «خاطبِ القومَ بما يفهمون» مبدأ معقول ومشروع. ولكن يجب أن نُلزمه مقامات معيّنة وأن نسلك بالتّوازي معه مبدأ آخر يكمّله ويُعدّله ويُنسِّبه [أي يجعله نسبيّا]. هو «لِم لا تفهمون ما يُقال؟» على حدّ عبارة الشّاعر العبّاسيّ "أبي تمّام". نعني أن يرتقيَ الخطابُ الثّقافيّ بجمهوره لا أن ينْزل في كلّ حين إليه بل إلى فئة مخصوصة منه.
*- إقصاءُ العربيّة الفصحى يعبّر في أحسن الأحوال عن الانبتات حتّى وإن كانت النّوايا غيرَ مبيَّتَة. وهذا أمر يعطي للإعلام وللفكر الأصوليّيْن فرصةَ احتكار أصالة الانتماء. فيجعل الأصوليّةَ أكثرَ إقناعا عندما تدّعي أنّها الممثِّلُ الشّرعيّ الوحيد للحضارة العربيّة الإسلاميّة. ولا عجبَ أن يجد الشّابُّ نفسَه بين مطرقة الانبتات الفجّ وسندان الانغلاق الأصوليّ. واختيارُ هذه أم ذاك سواءٌ. فهما كارثتان أحلاهما علقمٌ: الانبتات تِيهٌ وغربة مهما تَزيّن دعاتُه بالشّعارات الخاوية، والأصوليّة فخٌّ ينتحر العقلُ بمجرّد الوقوع فيه. ما عاد مأزق الخيار الصّعب حكرا على المواطن البسيط. إنّما بدأ يلتهم عقولا كثيرة من "النّخبة" [نقولها تجوّزا إذ لا دليل على وجود النّخبة في البلاد العربيّة].
*- إذا كانت هذه الأمّـيّةُ اللّغويّة "خيارا ثقافيّا" [هذا نعتٌ اضطراريّ متعسِّف، فلا ثقافةَ في هذا النّوع من الخيارات] فلْيصرّحْ حاملُو لوائِها بأهدافهم ولْيدافعوا عنها جهارا بدل تمريرها بين السّطور وتحت الأقنعة كما تُمرَّر ثقافةُ "الهامبورغر" و"الكوكاكولا". من حقّنا كمستهلكين للمادّة الإعلاميّة والثّقافيّة أن نفهم مدى القَصْدِيّة في هذا السّلوك اللّغويّ المتنامي. وإن غابت القصديّةُ فأين تكمن العلّة؟ أفي تكوين المهتمِّين بالشّأن الإعلاميّ – الثّقافيّ؟ أم في مقاييس اختيارهم لهذه المهنةِ – السّلطةِ؟ ماذا تستطيع المؤسّساتُ التّربويّة أن تفعل أمام طوفان الأمّـيّة: فما يتلقّاه المتعلّم في بضع ساعات يوميّا [أو في ساعة يتيمة كما هو حال الشُّعب العلميّة في السّنة الرّابعة ثانويّ] يُخرّبه الإعلام على مدار العام الدّراسيّ.
*- نحن في بلد راهَن منذ أكثر من نصف قرن على نشر التّعليم. وما تزال المجموعةُ الوطنيّة تنفق على من فاته ركبُ الدّراسة أو فوّته على نفسه. أليس الأولى بها أن توظّف بعضَ تلك النّفقات لتمحوَ أمّـيّةَ من أخذ على عاتقه "مهمّة نشر الأمّـيّة"؟! هذا الصّنف الثّاني من الأمّـيّين أحقُّ بالعناية لأنّ مواقعهم الإعلاميّة والثّقافيّة خطيرة تبني بقدر ما تهدم وتُشتّت بقدر ما تُجمِّع. لسنا نطلب لغةَ "امرئ القيس" ولا بلاغةَ "المتنبّي" ولا الأسلوبَ "الخلدونيّ". إنّما نطالب بالحدّ الضّروريّ من الفصاحة [الفصاحةُ بالمعنى المعجميّ هي البيانُ وخُلوصُ الكلام عن التّعقيد] وبمنعِ حضور الدّارجة في غير مواضعها. أمّا لغةُ ما تُسمّى «إذاعة موزاييك» فهي ممّا لا يستحقّ الخوضَ فيه.
*- إذا كانت الفصحى لا تصلح لوسائل الإعلام ولا للتّظاهرات الثّقافيّة ولا للبرامج التّوعويّة... فلأيّ شيء تصلح إذن؟ هل يُراد لها أن تُدفع دفعا من الدّاخل ومن الخارج إلى مصير اللاّتينيّة الّتي يُصلَّى بها في الكنائس؟ لقد بُعثت العبريّةُ لغةُ "الكيان الصّهيونيّ" من رماد تقريبا. فقد كانت لغةَ ما يسمَّى "يهود الشّتات" في الدّراسة والصّلاة. لكنّ القرار السّياسيّ – الثّقافيّ جعلها لغةً رسميّة بها تُدرَّس كلُّ الموادّ في كلّ مستويات التّعليم [على ما أعرف إلى الآن]. لِنقارنْ بين لغة تُبعث فيها الرّوحُ بعد أن كانت مواتا أو كادت ولغةٍ تُصلَب كلّ يوم وهي في ريعان الشّباب. فتشقى بأبنائها شقاءَها بأعدائها. أمّا إيطاليا بلدُ الانقسامات الجهويّة الحادّة وبلدُ المئتيْن وألف لهجةٍ [1200] محلّـيّة فهي مثالٌ معاصر على سلطة اللّغة: لقد فعلتِ اللّغةُ الرّسميّة في صنع الوحدة الإيطاليّة ما عجزتْ عن فعله السّياسةُ المستقوِية بالجند والمال ومنطق المصير المشترك.
*- كيف للثّقافة العربيّة أن تظلّ "جدارَ الصّدِّ الأخيرَ" وهي تُضيِّع لسانَها الّذي به تحيا وتكونُ؟! إنّ المعتدي على لغته الأمّ هو ذاك الّذي "يُقلِّم أظافره" [بالمعنى المجازيّ للعبارة] دون أن يدري، وربّما منح عدوَّه حقَّ قلعها وهو أيضا لا يدري. وليس مِن باب الغُلُـوِّ أن نهتف أثناء تأمُّلنا للمشهد اللّغويّ: «يا إلاهي! أين نحن بالتّحديد؟ أفي حديقة "البيت الأبيض"؟ أم عند عتبات "قصر الإيليزي"؟ أم تحت سور "وستمنستر"؟ أم على هامش التّاريخ مع سبق الإصرار على الاندحار؟» وهذا الأخيرُ أرجحُ الأجوبة.
العربيّة الفصحى في مهبّ الرّيح! أيْ نعم. بيد أنّها رياحٌ جَمْعٌ، وهي اصطناعيّةٌ في الأغلب الأعمّ، طبيعيّةٌ في نادر الأحوال.
فوزيّة الشّطّي
تونس: 2008.07.04
هناك 3 تعليقات:
طغيانُ استعمال الدّارجات في المواقع الإجتماعيّة هو أحد دلائل النّكبة الحضاريّة العربيّة. يعني ذاك أنّ "النّخبة" المتعلّمة تعاني أمّيّة مستفحلة و تُجهد النّفس لإيجاد أعذار لا تُقنع بل تُفزع.
لا مستقبلَ لحضارة خرساء. فاللّغةُ أمُّ الشّعوب وأبُوها وعرّابُها وحامي حِماها.
ما زالتْ دارُ لقمان على حالها بل أسوأ...
إرسال تعليق