نخبةٌ متهافِـتةٌ
لا جدالَ في أنّ الأنظمةَ العربيّة جائرةٌ تنكّل بشعوبها وتنهب عرقَها كما يصنع الغُزاةُ المحتلّون الأعداء حتّى أنْسَتْنا فرحةَ الاستقلال من المستعمر الأجنبيّ وحتّى تمنّى بعضُنا عودة هذا الأخير ليُحرّرنا من جوْرها.
لكنّ نخبةَ هذي الشّعوب تتحمّل قدرا كبيرا من المسؤوليّة على المأزق الحضاريّ الّذي نتخبّط في أوحاله مِن عقود عدّة. نعني من النّخبة العالِمة المثقّفة:
أوّلا: مَن استقال من مهامّه ورأى الوقوفَ على الرّبوة أسلم.
ثانيا: مَن تعلّق بركاب الأنظمة السّياسيّة اللاّعقلانيّة ساكتا كشيطان أخرس عن غيّها أو مبرّرا لها ما لا يُبرَّر.
ثالثا: مَن اتّخذ الغربَ حصنا حصينا، فردّد نظريّاته المشبوهة عن التّفوّق الحضاريّ الأصليّ وعن الحقّ اليهوديّ المطلق في أرض فلسطين.
مِن هؤلاء تكون الطّعنةُ أنفذَ وأشدَّ إيلاما. لذا عندما حلّ "الرّبيعُ العربيّ" فجأة بلا سابق إنذار لم نجد أثرا بيّنا لتلك النّخبة المتهافتة. كان "المواطنُ العاديّ" هو الماسك بزمام الثّورة الجامحة والمهيمن على ساحة الوغى. فعَل ذلك بحكمة البسطاء كما برُعُونة جماهير الملاعب. فبدتْ ثوراتُنا يتيمةً في شرَك اللّئام متروكةً في العراء بلا جدارِ صدٍّ يُسند ظهرها الغضَّ. أسيغفر التّاريخُ وصمةَ العار هذه؟ لا أرجّحُ ذلك.
فوزيّة الشّـطّي
تونس: 2011.06.22
هناك تعليق واحد:
وقعتْ ثورتُنا الشّعبيّة في شَرَك "السّلفيّة المتاجِرة بالحقوق الإنسانيّة" لأنّ نخبَنا مهترئة بل متهافتة كأنّها السّرابُ في الهواجر.
إرسال تعليق